صلىاللهعليهوسلم إليهم فدخلوا عليه ، فقال لهم نبي الله صلىاللهعليهوسلم : «يا معشر اليهود ويلكم! اتقوا الله ، فو الله الذي لا إله الا هو انكم لتعلمون اني رسول الله حقا ، واني جئتكم بحق ، اسلموا» قالوا ما نعلمه فاعادها عليهم ثلاثا وهم يجيبونه كذلك ، قال : «أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟» قالوا ذاك سيدنا وابن سيدنا واعلمنا وابن اعلمنا ، قال «أفرأيتم ان أسلم»؟ قالوا حاش لله ما كان ليسلم ، فقال «يا ابن سلام اخرج عليهم» فخرج إليهم فقال : يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله! فو الله الذي لا إله الا هو انكم لتعلمون انه رسول الله حقا ، وانه جاء بالحق ، فقالوا كذبت ، فاخرجهم النبي وفي صحيح البخاري أيضا من حديث حميد عن أنس ، قال سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو في أرض له ، فاتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن الا نبي ، ما أول اشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد الى أبيه أو الى أمه؟ قال «اخبرني بهن جبريل آنفا» قال : جبريل؟ قال : نعم» قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، قال «ثم» قرأ هذه الآية (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ) [البقرة : ٩٧]. أما أول اشراط الساعة فنار تخرج على الناس من المشرق في المغرب ، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت ، واذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد الى ابيه. واذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد الى أمه» فقال اشهد ان لا إله الا الله وأشهد انك رسول الله إن اليهود قوم بهت ، وانهم ان يعلموا باسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني ، فجاءت اليهود إليه ، فقال : «أي رجل فيكم عبد الله بن سلام»؟ قالوا خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، قال : «أرأيتم ان أسلم عبد الله بن سلام» قالوا اعاذه الله من ذلك ، فخرج عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله ، قالوا : شرنا وابن شرنا. وانتقصوه ، قال : هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.
وقال ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن يحيى بن عبد الله ، عن رجل من آل عبد الله بن سلام ، قال كان من حديث عبد الله بن سلام حين أسلم وكان حبرا عالما قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعرفت صفته واسمه وهيأته والذي كنا نتوكف له ، فكنت مسرا لذلك صامتا عليه حتى قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ،