قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المطالب العالية من العلم الإلهي [ ج ٩ ]

365/395
*

عليكم» وهذا تصريح بأن هذه الأعمال أعمالنا ، لا أعمال الله. ثم قال : «من وجد خيرا فليحمد الله» وهذا يدل على أنه تعالى خلق القدرة على الفعل ، وهدى العبد إليه ، ووضع الدلائل [عليه (١)] وأرشد إليه ، ومنع عنه أضداده. ثم قال : «ومن وجد غير ذلك ، فلا يلومن إلا نفسه» وهذا تصريح بأن المعاصي ليست من الله البتة.

الحجة السادسة عشر : ما روى هشام الدستواني قال : حدثنا قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حماد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ذات يوم في (٢) خطبته «إلا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم ، مما علمني في يومي هذا : كل مال نحلت عبادي فهو حلال لهم ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم. وإنهم أتاهم الشيطان فاحتالهم عن دينهم ، وحرم عليهم ما حللت لهم» وهذه الخطبة طويلة. والمقصود منها : أنه عليه الصلاة والسلام صرح بأنه تعالى خلق الخلق حنفاء على السلامة الأصلية وإن الشياطين هم الذين أضلوهم عن الحق. فمن قال : إن الله هو أصلهم عن الدين ، فقد (٣) جاهر بتكذيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في هذه الخطبة.

الحجة السابعة عشر : ما روى أبو هريرة [رضي الله عنه (٤)] قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس ، وكن قنعا تكن أشكر الناس ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا ، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما» ووجه الاستدلال بهذا الخبر : أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم حثه على الإتيان (٥) بهذه الأفعال ، فلو كانت من خلق الله ، لصار هذا الحث والترغيب باطلا.

الحجة الثامنة عشر : عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحب أن يزحزح عن النار ، ويدخل الجنة فلتدركه منيته ، وهو مؤمن بالله

__________________

(١) من (ل).

(٢) إذا (م).

(٣) الذين قعد (م).

(٤) من (ل).

(٥) الإيمان (م).