النَّارِ) (١) فقال الشيخ : وما ذلك [القضاء (٢)] الذي ساقنا؟ فقال أمير المؤمنين : أمر الله بذلك وإرادته. ثم تلا عليهم : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (٣) قال : فنهض الشيخ مسرورا ، وهو يقول :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته |
|
يوم النشور من الرحمن غفرانا |
أوضحت من ديننا ما كان مشتبها |
|
جزاك ربك عنا فيه إحسانا |
و ـ روى مجاهد أن ابن عباس كتب إلى قرى أهل الشام : رسالة طويلة ذكر فيها أنه قال : «هل منكم إلا مفتري على الله ، يحل ما حرمه عليه ، وينسبها علانية إليه».
ز ـ وعن عكرمة عن ابن عباس أنه قال : القدر بحر عميق ، فقفوا عند أدناه. ولا تقولوا : إنه جبر العباد على المعاصي فتظلموه ، ولا تقولوا : إن الله لم يعلم ما العباد عاملون فتجهلوه؟ ولكن رجل امتحن الله قلبه للتقوى قال : إن عذب فبذنب ، وإن عفى فبفضل.
ح ـ وعن علي بن عبد الله بن عباس قال : كنت جالسا عند أبي. فقال له رجل : يا أبا العباس إن هاهنا قوما يزعمون أنهم أتوا من قبل الله ، وأن الله أجبرهم على المعاصي. فقال : لو أعلم أن هاهنا ، أحدا منهم لقبضت على حلقه ، فصرعته حتى تزهق نفسه.
ط ـ ونقل أن زين العابدين سأل عن أفعال العباد. فقال : إنها لا تخلو إما أن تكون فعلا لله تعالى ولا صنع للعبد فيه ، أو تكون فعلا للعبد ولا صنع لله فيه ، أو تكون بينهما. فإن كانت فعلا لله لزم سقوط الذم والعقاب من العبد ، وإن كانت بينهما فاللوم عليهما ، وإن كانت من العبد فهو الذي نقوله.
__________________
(١) ص ٢٧.
(٢) من (ط ، ل).
(٣) سورة الإسراء ، آية : ٢٣.