الإطلاقات ، لاستعماله فيما وضع له من تعريف الجنس ، وإنّما يعلم تلك الخصوصيّات من الامور الخارجيّة ، وحكي القول به عن الفاضل القوشجي ، والوجه فيه ثبوت مجيئها لتعريف الجنس ، كما يعرف من ملاحظة الاستعمالات ، وشهادة التبادر ، وعدم وضوح استعمالها في خصوص شيء من المعاني الاخر لإمكان إرجاعها على الوجه المذكور بإرادة تعريف الطبيعة من اللفظ ، وفهم تلك الخصوصيّات من الخارج فلا حاجة إلى تكثير معانيها ليلزم الاشتراك أو المجاز المخالفين للأصل.
وفيه : أنّ اللام في العهد ليس إلّا لتعريف خصوص الفرد والإشارة إليه ، وليس فيه تعريف للجنس أصلا. ألا ترى إلى قوله تعالى (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ)(١) فإنّه ليس المراد بقوله «الرسول» إلّا الإشارة إلى الرسول المقدّم في الذكر ، وأين ذلك من تعريف الجنس والإشارة إليه! والعلم بإطلاقه على الفرد من جهة القرينة ـ نظير ما ذكرناه في العهد الذهني ـ ولو كان ذلك لتعريف الجنس لم يفد تعريف خصوص الفرد والإشارة إليه أصلا ، لما هو واضح من أنّ تعريف العامّ وتعيّنه لا يفيد تعريف الخاصّ وتعيّنه أصلا ، وكذا معرفة الخاصّ بالوجه العامّ ليس إلّا معرفة لذلك العامّ دون الخاصّ كما مرّ. وكذلك الحال في الاستغراق بالنسبة إلى الجمع ، فإنّ التعريف والإشارة فيه ليس إلّا لخصوص الأفراد من غير إشارة إلى الطبيعة أصلا ـ كما هو واضح من ملاحظة أمثلته ـ إذ الجمع الّذي هو مدخول اللام إنّما وضع لخصوص الآحاد واللام الداخلة عليه إنّما يفيد تعريف تلك الآحاد والإشارة إليها وأين ذلك من تعريف الطبيعة.
ثانيها : أنّها موضوعة لخصوص الجنس والعهد فهي مشتركة بين المعنيين ويرجع الاستغراق والعهد الذهني إلى الجنس فيكون الجنس على وجوه ثلاثة فإنّه إذا اشير باللام إلى الجنس فإمّا أن يكون إشارة الى الطبيعة من حيث هي أو من حيث حصوله في الأفراد ، وعلى الثاني فإمّا أن يراد به الجنس الحاصل في
__________________
(١) سورة المزمّل : ٧٣.