الموضوعات ، مثلا لو علم بقيام زيد في زمان وشك في بقاء القيام فيما بعده فالموضوع عقلا زيد المقيد بجميع الامور التي لها دخل في تحقق القيام في الخارج وثبوته لزيد لعين التقرير الذي يقرر في موضوع الحكم الشرعي حرفا بحرف.
وبالجملة ، لو جعلنا جميع ما يتوقف عليه ثبوت الحكم قيدا للموضوع في موضوع الأحكام الشرعية يلزمنا أن نجعل جميع ما يتوقف عليه ثبوت العارض قيدا للموضوع في موضوع العوارض الخارجية وإلّا فالموضوع بمعنى معروض المستصحب لم يدخل فيه شيء من القيود في المقامين ، فافهم وتبصّر وانظر بدقيق النظر والاعتبار.
قوله : ثم إنّ بعض المتأخرين (١).
هو المحقق القمي يظهر منه هذا التفصيل في القوانين (٢).
قوله : إلّا أنّ دقيق النظر يقتضي خلافه (٣).
يظهر منه أنه لو كانت النجاسة في المتنجّسات محمولة على الجسم كان الحق تفصيل صاحب القوانين ، وفيه نظر ، لأنّا لو سلّمنا أنّ النجاسة محمولة على الجسم في المتنجّسات لا وجه للتفصيل أيضا ، إذ لا شك أنّ المتنجس كالخشب لو لاقى النجاسة ثم استحال رمادا لم يصدق أنّ الرماد لاقى النجاسة ، بل يصح أن يقال إنّ الرماد لم يلاق النجاسة ، والسرّ أنّ هذا الجسم الثاني غير ذاك الجسم الأول عقلا وعرفا وإن اتّحدت مادّتهما ، إلّا أنّ الجسم يتعدد بتبدّل صورته التي
__________________
(١) فرائد الاصول ٣ : ٢٩٧.
(٢) القوانين ٢ : ٧٤.
(٣) فرائد الاصول ٣ : ٢٩٧.