منزلة الواقع المستلزم ذلك لتنزيل نفس الدليل منزلة العلم ، وهو ناظر بالنظر القصدي إلى إلغاء الشك وإلغاء أحكام الشك من الاصول المجعولة فلذلك يقدّم عليها.
الثاني : ما حكي عن تلميذ المصنف (رحمهالله) السيد المحقق الشيرازي (رحمهالله) من أنّ دليل حجية الأدلة تنزّل نفس الأدلة منزلة العلم المستلزم لتنزيل مؤدّاها منزلة الواقع ، وهو ناظر إلى إلغاء الشك وأحكامه كما ذكر في التقرير الأول.
الثالث : ما مرّ منّا عن قريب من كون الأدلة بملاحظة دليل حجيتها ناظرة إلى أدلة الاصول بالنظر القهري ، بمعنى أنّ الشارع لما نزّل مؤدّى الدليل منزلة الواقع كان لازمه بحكم العقل رفع الشك وحكمه أعني تنزيلا وإن لم يقصد المتكلم هذا المعنى بل لم يلتفت إليه أيضا.
وفي الكل نظر ، أمّا الوجه الأول فيرد عليه أوّلا : النقض بأدلة الاصول بأن نقول لو كان قوله صدّق العادل واعمل بقوله ناظرا إلى الاستصحاب الذي مؤدّاه نقيض قول العادل مثلا ويعني به ألغ الاستصحاب ، لكان دليل الاستصحاب أيضا ناظرا إلى قوله صدّق العادل ويستفاد منه ألغ قول العادل ، وأحدهما ليس بأولى من الآخر.
وثانيا : أنّا نمنع كون مفاد صدّق العادل الغ احتمال الخلاف وألغ الشك ناظرا إلى أدلة الاصول ، ولو سلّم إفادته لالغاء الشك فإنه يدل على إلغاء الشك مقدّمة للأخذ بمؤدّى قول العادل وبمقدار ما يتوصّل به إلى العمل بقول العادل لا إلغاء الشك مطلقا بالنسبة إلى الحكم المجعول للشك المخالف لقول العادل فإنه في غاية البعد ، فافهم ذلك فإنه لا يخلو عن دقة.
وأمّا الوجه الثاني فيرد عليه أوّلا : أنّ ظاهر أدلة حجية الأدلة تنزيل مؤدّاها