ومنها : ما عن الاحتجاج «أنه سئل الصادق (عليهالسلام) عن قوله تعالى (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) قال (عليهالسلام) ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم (عليهالسلام) ، قيل وكيف ذلك فقال (عليهالسلام) إنما قال إبراهيم (عليهالسلام) إن كانوا ينطقون أي إن نطقوا فكبيرهم فعل وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا فما نطقوا وما كذب إبراهيم (عليهالسلام)» ، وسئل عن قوله تعالى (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) قال (عليهالسلام) إنّهم سرقوا يوسف (عليهالسلام) من أبيه (عليهالسلام) ألا ترى أنّهم قالوا نفقد صواع الملك ولم يقولوا سرقتم صواع الملك ، وسئل عن قوله تعالى حكاية عن إبراهيم (عليهالسلام) (إِنِّي سَقِيمٌ) قال (عليهالسلام) ما كان إبراهيم (عليهالسلام) سقيما وما كذب (عليهالسلام) إنّما عنى سقيما في دينه أي مرتادا (١).
أجاب عنه بأنّ التفاسير الواردة في أمثال هذه الآيات يمكن حمل جملة منها على أنّ الكلام كان مقترنا بقرينة يفهم منها المراد وقد اختفيت علينا وبيّن الإمام (عليهالسلام) ذلك لنا ، وجملة منها على إرادة البطون.
وفيه : ما لا يخفى ، لأنّ اقتران الكلام بالقرينة المفهمة مناف لغرض يوسف (عليهالسلام) وإبراهيم (عليهالسلام) من تلبيس الأمر على المخاطبين ، والحمل على البطون لا يتأتّى في مثل هذا الكلام الحاكي لقصة ما سلف في أحوال إبراهيم (عليهالسلام) ويوسف (عليهالسلام) فافهم.
ومنها : ما عن معاني الأخبار عن داود بن فرقد قال «سمعت أبا عبد الله (عليهالسلام) يقول أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا إنّ الكلمة لتنصرف على
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٢٥٦ ـ ٢٥٧ / ٢٢٨.