الاساس اراد ان يفسّر حجيّة مثبتات الامارات بنفس النكتة التي تميّزها عنده عن الاصول ، اي نكتة جعل الطريقية ، مع أننا عرفنا سابقا ان هذا ليس هو جوهر الفرق بين الامارات والاصول ، وانما هو فرق في مقام الصياغة والانشاء ويكون تعبيرا عن فرق جوهري اعمق ، وهو : ان جعل الحكم الظاهري على طبق الامارة [انما هو](١) بملاك الاهمية الناشئة من قوّة الاحتمال (٢) ، وجعل الحكم الظاهري على طبق الاصل [انما هو] بملاك الاهمية الناشئة من اهمية المحتمل (٣) ، فكلّما جعل الشارع شيئا حجّة بملاك الاهميّة الناشئة من قوّة الاحتمال كان امارة ، سواء كان جعله حجة بلسان انه علم او بلسان الامر بالجري على وفقه.
واذا اتضحت النكتة الحقيقية التي تميّز الامارة امكننا ان نستنتج ان مثبتاتها ومدلولاتها الالتزامية حجّة على القاعدة ، لانّ ملاك الحجيّة فيها هي حيثيّة الكشف التكويني في الامارة الموجبة لتعيين الاهميّة وفقا
__________________
(١) كلمة «انما هو» في هذه الجملة والجملة التالية ليست موجودة في النسخة الاصلية ووجودها اولى.
(٢) اي ناشئة من مطابقة الامارات للاحكام الواقعية في اكثرها ، هذه المطابقة الغالبة التي يعلمها الله سبحانه وتعالى جعلته يعتبر الامارة حجة ، وامّا تفسير قوّة الاحتمال بالظن بموافقة خبر الثقة للواقع فهذا مما لا يقول به السيد الشهيد ، فهو لا يشترط في حجية خبر الثقة الظن بصدقه. وانّما عبّر (قدسسره) بتعبير «قوّة الاحتمال» لانها تكون في نظرنا اذا نظرنا اليها بنظرة اجمالية مظنونة المطابقة للاحكام الواقعية.
(٣) في النسخة الاصلية «من قوّة المحتمل» ولعله سهو من قلمه الشريف.
وقد بيّن هذا المطلب في هذا الجزء في مسألة «الامارات والاصول».