العقلي فقط ليس بحجّة ، وقيل (١) في التعقيب على ذلك : إنه ان اريد بهذا تحويله من طريقي الى موضوعي بالطريقة التي ذكرناها بأن يكون عدم العلم العقلي بالجعل قد اخذ قيدا في المجعول فهو ممكن ثبوتا ، ولكنه لا دليل على هذا التقييد اثباتا ، وان اريد بهذا سلب الحجية عن العلم العقلي بدون التحويل المذكور فهو مستحيل ، لان القطع الطريقي لا يمكن تجريده عن المنجزية والمعذّرية ، وسيأتي الكلام عن ذلك في مباحث الدليل العقلي ان شاء الله تعالى.
__________________
«ان دين الله لا يصاب بالعقول» و «حرام عليكم ان تقولوا بشيء ما لم تستمعوه منا» و «من دان الله بغير سماع من صادق الزمه الله التيه» و «ولو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وحجّ دهره وتصدّق بجميع ماله ولم يعرف ولاية ولي الله فتكون اعماله بدلالته فيواليه ما كان له على الله ثواب» ، وقد روي ان ابان بن تغلب سأل الصادق عليهالسلام عن رجل قطع اصبعا من اصابع المرأة كم فيه من الدّية؟ قال عشر من الابل ، قال قلت قطع اصبعين؟ قال عليهالسلام عشرون ، قلت قطع ثلاثا؟ قال ثلاثون ، قلت قطع اربعا؟
قال عشرون ، قلت سبحان الله ، يقطع ثلاثا فيكون عليه ثلاثون ويقطع اربعا فيكون عليه عشرون؟! كان يبلغنا هذا ونحن بالعراق فقلنا إن الذي جاء به شيطان ، قال عليهالسلام : «مهلا يا ابان ، هذا حكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ان المرأة تعاقل الرجل الى ثلث الدّية فاذا بلغ الثلث رجع الى النصف ، يا ابان انك اخذتني بالقياس ، والسنّة اذا قيست محق الدين» (والحكم المذكور في هذه الرواية هو فتوى مشهور فقهائنا) ، والروايات بهذا المعنى فوق التواتر ، راجع جامع احاديث الشيعة ج ١ باب «عدم حجية القياس»
(١) القائل هو المحقق النائيني (قدسسره) ، راجع المصباح ج ٢ ص ٥٦ ـ ٥٨