مفهوم يحصل الغرض من احضاره في الذهن بان يكون عين الحقيقة بالنظر التصوّري ، والثاني سنخ مفهوم لا يحصل الغرض من احضاره في الذهن إلا بأن يكون عين حقيقته بالنظر التصديقي.
وهذا معنى عميق لايجادية المعاني الحرفية ، بأن يراد بايجادية المعنى الحرفي كونه عين حقيقة (١) نفسه لا مجرّد عنوان ومفهوم يري الحقيقة (٢) تصوّرا ويغايرها حقيقة. والانسب ان تحمل ايجادية المعاني الحرفية التي قال بها المحقق النائيني على هذا المعنى (*) لا على ما تقدّم
__________________
(١) اي بأن يراد بايجادية المعنى الحرفي كون المعنى الحرفي رابطا حقيقة ، وان لا يكون له دور في الجملة إلا الربط ، وكان الاولى ان يقول «... كون الربط فيه عين حقيقته لا كون الربط مجرّد عنوان ومفهوم يري حقيقة الربط تصوّرا ـ اي مفهوما وبالحمل الاوّلي ـ ويغايره حقيقة وبالحمل الشائع».
(٢) اي يري حقيقة الربط مفهوما وتصوّرا ...
__________________
(*) مراد المحقق النائيني رحمهالله من ايجادية المعاني الحرفية كمراد السيد الشهيد (قده) هو ان المعاني الحرفية هي بلا شك معان رابطة دورها ايجاد الترابط المطلوب بين المفاهيم الاسمية ، فكما انّ دور المرآة هو اراءة صورة الواقف امامها لا غير اي ان دورها عادة آلي فكذلك المعاني الحرفية فانها آلة محضة لايجاد الترابط في الذهن بين المعاني والمفاهيم ، ولذلك ترى أنك لا تستفيد من المعاني الحرفية شيئا إلّا حين الاستعمال فقط بخلاف الأسماء فانه يمكن تصوّر معانيها بمجرّد تصورها ، والى هذا يشير قول امير المؤمنين عليهالسلام المنسوب إليه «والحرف ما اوجد معنى في غيره» ، فانّ دور الاسم ايجاد معنى مسمّاه في ذهن السامع ، وامّا دور المعنى الحرفي فهو ايجاد الربط المخصوص بين المفاهيم الاسمية ولذلك ترى انّه لا يمكن ايجاد الربط هذا إلا حين الاستعمال.