__________________
الحرفي هو الرابط بين المفاهيم الاسمية ، ثم قال هذه المعاني الحرفية لا جامع ذاتيا لها وذلك لما ذكره في المرحلة الثانية من ان قوام المعنى الحرفي انما هو بطرفيه ـ لانه ليس إلا رابطا بينهما ـ فمع تبدّل احد الطرفين يتغيّر هذا الرابط ذاتا ، فما هو الجامع الذاتي اذن بين المعاني الحرفية ذات الاطراف المتغايرة؟
ولهذا قال هنا ـ في المرحلة الثالثة ـ «وعلى ضوء ما تقدّم اثبت المحققون ان الحروف موضوعة بالوضع العام والموضوع له الخاص ...» ، ومراده من هذين الاصطلاحين هو ان الواضع (تارة) يلحظ معنى كلّيا ويضع له اللفظ ، ويصطلحون على هذا بالوضع العام اي المعنى الملحوظ حين الوضع عام والمعنى الموضوع له اللفظ هو نفس هذا المعنى العام ، و (تارة أخرى) يلحظ معنى كليا ولكنه يضع اللفظ لافراده كما فيما نحن فيه ، وذلك يكون عادة اذا وجد مانع من وضع اللفظ لنفس ذاك المعنى العام المتصور ، كما في الحروف حيث قالوا انه لا يوجد معنى عام جامع بين ذاتيات المعاني الحرفية ليوضع اللفظ له ، وهذا ما اصطلحوا عليه بالوضع العام والموضوع له خاص ، و (ثالثة) يكون المعنى الملحوظ خاصّا كالمولود الجديد ثم يضع له وليّه اسما ، وهذه هي حالة الوضع الخاص والمعنى الموضوع له خاص ، (وهناك صورة رابعة) لا وجود لها في الخارج انما تذكر من باب تتميم الوجوه العقلية الاربعة وهي ان يتصور الواضع معنى خاصّا ثم يضع لفظا لمعنى عام ، وهي حالة الوضع الخاص والموضوع له عام ، وامّا لو تصوّر الواضع معنى عامّا من خلال الخاص فسيصير الوضع ح عامّا فلا تشتبه.
وبتعبير آخر : حينما يريد الواضع ان يضع حرف «في» مثلا للنسبة الظرفية الحرفية فانه لن يرى في الخارج ولا في الذهن «مفهوم النسبة الظرفية الحرفية» فانّ ما يكون في ذهنك هو المفهوم الاسمي ل «مفهوم النسبة الظرفية الحرفية» ، وذلك ان «مفهوم النسبة الظرفية الحرفية» لا يوجد الّا رابطا بين المعاني الاسمية فقط ولا يوجد بنحو الاستقلال لا في الذهن ولا