وانكار هاتين الفرضيتين (١) وادّعاء ان هذه الأسماء لم تكن حقيقة في المعاني الشرعية قبل الاسلام ولم يبلغ استعمالها فيها مرتبة الحقيقة التعينيّة بعد الاسلام امر بعيد جدّا مع تلك المرتبة من شيوع الاستعمالات المذكورة قبل الاسلام وبعده كما عرفت.» (٢) (انتهى كلامه رفع مقامه).
ثالثا : ان أكثر الألفاظ الواردة في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة معروفة المعنى (٣) فهذه ايضا لوضوح امرها لا بحث فيها.
رابعا : وهناك ألفاظ كثيرة الدوران على الالسن امّا كل يوم كالفاظ الصلاة والوضوء والغسل والطهارة ونحوها او في المواسم كألفاظ الحج في موسمه والصيام في شهر رمضان او الزكاة في وقتها وهكذا ، وهذه أيضا لا بحث فيها لعلمنا بصيرورتها حقيقة في معناها الجديد في اقرب وقت.
فيبقى البحث في ما عدا ذلك وهو قليل جدّا ، ككلمات نجاسة (المردّدة بين المادّية والمعنوية) (*) وقرء (المردّدة بين الطهارة والحيض)
__________________
(١) ذكر السيد الشهيد ثلاث فرضيات ذكرنا هنا الاخيرتين ولم نذكر الاولى لبيان ضعفها وهي قوله «ان لا تكون هذه المعاني الشرعية ثابتة قبل الاسلام فلا محالة تكون مخترعة من قبله» ، وقد ابان السيد الشهيد ضعف هذه الفرضيّة ، بل ما ذكره هنا في الفرضية الثانية ايضا يبطل الفرضيّة الاولى.
(٢) وهكذا يصل سيدنا الشهيد (قده) في بحوثه ج ١ ص ١٨٤ الى القول بالحقيقة الشرعية ، ولكن سترى ان الحقّ هو التفصيل.
(٣) راجع مثلا آيات الاحكام.
__________________
(*) لا بأس بذكر مثال عملي على هذه المسألة ولو باختصار ، وهو انه قد ورد في القرآن