لان ذات المرئي والملحوظ بهذه الصورة لا يشتمل إلا على ذات الماهية المحفوظة في ضمن المقيد ايضا ، ولهذا اشرنا سابقا الى ان المرئي باللحاظ الثالث جامع بين المرئيين والملحوظين باللحاظين السابقين لانحفاظه فيهما.
ولا شك في ان الثاني هو المتعيّن (١) ، وقد استدل على ذلك :
أوّلا : بالوجدان العرفي واللغوي.
وثانيا : بأن الاطلاق حدّ للصورة الذهنية الثالثة ، فاخذه قيدا معناه وضع اللفظ للصورة الذهنية المحدّدة به ، وهذا يعني ان مدلول اللفظ امر ذهني (٢) ولا ينطبق على الخارج (*).
__________________
(١) وهو ان اسم الجنس موضوع للماهية المهملة ، والى هذا ذهب ـ كما قلنا ـ سلطان العلماء ومن تبعه من المحققين المتأخّرين.
(٢) وذلك لان الاطلاق امر ذهني لا وجود له في الخارج ، فهل رأيت مرّة في الخارج شيء اسمه اطلاق او مطلق؟! وعليه فان قلنا بان اسم الجنس موضوع لمفهوم «الانسان المطلق» فهذا المعنى موجود في الذهن فقط ، مع اننا نعلم ان اسم الجنس كلفظة «انسان» تنطبق حقيقة على الخارج.
__________________
(*) ما افاده سيدنا الشهيد رحمهالله صحيح من حيث النتيجة ، لكن هذا «المفهوم المرئي من خلال الماهية المطلقة» هو نفس الماهية اللابشرط المقسمي كما هو معروف بين المحققين فانّ هذه الماهية موجودة ضمن افرادها الثلاثة ، وبعض هذه الافراد الثلاثة موجود في الخارج ، فهذه الماهية اللابشرط المقسمي والتي هي مفهوم «الانسان» موجودة في الخارج ضمن افرادها ، هذه الماهية هي في الحقيقة «الماهية المهملة» التي يقول بها المحققون كالميرزا النائيني والسيد الخوئي والسيد المصنف (رحمهمالله).