مثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نيّة الكافر شرّ من عمله» ، وقوله : «إنّما يحشر النّاس على نيّاتهم».
______________________________________________________
يصح كونه استثناء عند من يرى حرمة التجرّي ، فيقول : التجرّي حرام اذا كان مقترنا مع المظهر ، اما بدونه ، ففيه طائفتان.
اما انتم القائلون بعدم حرمة التجرّي ، فلا معنى لاستثنائكم هذا ، لانه يكون بمنزلة ان تقولوا : التجرّي مع الفعل ليس بحرام ؛ نعم ، في القصد المجرد طائفتان ، وانما لا يصح الاستثناء ، لانه اذا كان القصد غير المقترن بالفعل محرما ، فالقصد مع الفعل اولى بالتحريم.
اما الاخبار فهي (مثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : نيّة الكافر شرّ من عمله) (١) بناء على ان ظاهره : أفعل التفضيل ، اي ان نيّته اكثر شرّا من عمله ، فاذا قام بالسرقة عوقب بسوط مثلا ، واذا نوى السرقة عوقب بسوطين.
ولكن ربما يقال : ان هذا المعنى خلاف الضرورة ، فللحديث معنى آخر ، فانه ربما فسر الحديث : بان «من» للتبعيض ، فالمعنى : ان نية الكافر تعدّ بعض اعماله الشرّيرة وجزء منها ، فالنية : عمل القلب ، والفعل : عمل الجوارح ، فالحديث من قبيل اخذت من الدراهم ، الى غير ذلك من المعاني المتعددة المذكورة لهذا الحديث.
وكذا تأتي كل تلك المحتملات في الفقرة الثانية من الرواية وهي : قوله عليهالسلام : «نيّة المؤمن خير من عمله».
(وقوله : إنّما يحشر الناس على نيّاتهم) (٢) فالنيات توجب الثواب كما توجب العقاب.
__________________
(١) ـ المحاسن : ص ٢٦٠ ح ٣١٥ (وفيه الفاجر) ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٥٠ ب ٦ ح ٩٥.
(٢) ـ المحاسن : ص ٢٦٢ ح ٣٢٥ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٤٨ ب ٥ ح ٨٧.