ففي تأثير هذه النيّة نظر ، من أنّها لمّا لم تصادف المعصية صارت كنيّة مجرّدة وهي غير مؤاخذ بها ، ومن دلالتها على انتهاك الحرمة وجرأته على المعاصي».
وقد ذكر بعض الأصحاب أنّه لو شرب المباح تشبيها بشرب المسكر فعل حراما ،
______________________________________________________
لم يكن بعصيان ـ في متن الواقع ـ (ففي تأثير هذه النية) في الحرمة والعقاب (نظر) لوجود احتمالين :
(من انها لمّا لم تصادف المعصية ، صارت كنية مجردة) عن العمل (وهي غير) محرمة ولا (مؤاخذ بها) حسب ما عرفت.
(ومن دلالتها على انتهاك الحرمة وجرأته على المعاصي) فهي محرمة ومعاقب عليها.
لكن لا يخفى : ان الجرأة بما هي جرأة تكون محرمة ، هو اول الكلام ، اما انتهاك الحرمة ، فالعقل والشرع متطابقان على حرمته ، فقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «حرمته ميتا كحرمته حيّا» (١).
(وقد ذكر بعض الأصحاب : انه لو شرب) شخص (المباح) المسلّم اباحته ، مع علمه بانه مباح ، ولكن (تشبيها بشرب المسكر) كما اذا كان في القنينة الخاصة بالخمر ، وبعد الشرب تظاهر بالسكر ، فقد (فعل حراما) وكأنه لما ورد : من ان من تشبّه بقوم فهو منهم ، وهو مشمول أيضا لقوله تعالى كما في الحديث القدسي :
__________________
(١) ـ تهذيب الاحكام : ج ١ ص ٤١٩ ب ٢١ ح ٤٣ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٢٩٧ ب ١٧٨ ح ٧ ، وسائل الشيعة : ج ٢٩ ص ٣٢٧ ب ٢٤ ح ٣٥٧٠١ ، غوالى اللئالي : ج ٢ ص ٣٦٧ وفيه عن الصادق (ع).