في اصول الدين وفي الفروع الفقهيّة.
قلت : إنّما نشأ ذلك من ضمّ مقدّمة عقليّة باطلة بالمقدّمة النقليّة الظنيّة او القطعيّة.
ومن الموضحات لما ذكرناه ـ من أنّه ليس في المنطق قانون يعصم من الخطأ في مادّة الفكر ـ أنّ المشّائيّين
______________________________________________________
والاختلاف بين اهل الشرع ليس في فروع الدّين فحسب بل جاء (في اصول الدين) أيضا اذ يرى احدهم عدم سهو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويرى غيره سهوه (و) الى غير ذلك ، كما ان الاختلاف (في الفروع الفقهية) كثيرة حدّث عنها ولا حرج.
(قلت : انما نشأ ذلك) الاختلاف في الشرعيات (من ضمّ مقدمة عقلية باطلة بالمقدمة النقلية الظنية) ظنا معتبرا كالخبر الواحد (او القطعية) كالخبر المتواتر ، فالذنب يعود أيضا الى إدخال العقل في الشرع.
مثلا : قال بعضهم : بانه كسرت رباعية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في بعض الحروب ، وانكر آخر ذلك ، بضم انه يجب براءة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من العيوب الخلقية والخلقية ، فهذه المقدمة العقلية : «يجب» سببت الاختلاف.
(ومن الموضحات لما ذكرناه : من انه ليس في المنطق قانون يعصم من الخطأ في مادة الفكر : ان المشائيين) وهم جماعة من الحكماء ، ورئيسهم ارسطاطاليس ، وانما سموا بالمشائيين لانه كان يعلّمهم الحكمة في حالة المشي ، او لأنهم يمشون بالدليل ، لان المشي يطلق على مثل ذلك تشبيها للمعقول بالمحسوس ، كما قال سبحانه :
(وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا)(١) ، اي امشوا في طريقتكم ولا تعتقدوا
__________________
(١) ـ سورة ص : الآية ٦.