ثم قال : «لا مدخل للعقل في شيء من الأحكام الفقهيّة من عبادات وغيرها ، ولا سبيل إليها الّا السماع عن المعصوم عليهالسلام ، لقصور العقل المذكور عن الاطّلاع عليها».
ثمّ قال : «نعم ، يبقى الكلام بالنسبة الى ما لا يتوقف
______________________________________________________
(ثم قال) الحدائق : انه (لا مدخل للعقل في شيء من الاحكام الفقهية ، من عبادات وغيرها) فمثلا : لما ذا عدد الركعات كذا؟ والجهر والاخفات كذا؟ وتقديم السعي على التقصير؟ والطواف على الصلاة؟ وان الصيام من الفجر الى المغرب؟ الى غير ذلك.
نعم ، كليات الاحكام يعرفها العقل ، فالصلاة : لأجل الصلة بالله سبحانه ، والحج : لمنافع الناس ، والصوم : لكف النفس وترويضها ، وهكذا ، وقد ذكرنا جملة منها في كتاب «عبادات الاسلام» (١).
(ولا سبيل اليها) اي الى تلك الاحكام الفقهية (الا السماع عن المعصوم عليهالسلام) لان الخصوصيات لا تعرف الا من قبله ، فحال الكليات والجزئيات في الاحكام حال كليات الطب ، وجزئياته ، حيث ان المرجع فيها للجاهل بالطب هو الطبيب ، وهنا هو المعصوم عليهالسلام وذلك (لقصور العقل المذكور) وهو العقل الفطري (عن الاطلاع عليها) اي على تلك المسائل الفقهية.
وكلامه هذا لا ينافي كلامه السابق : من التطابق بين العقل والنقل ، اذ ذاك بمعنى : انهما يحكمان على طبق المصلحة ، وهذا بالنسبة الى الخصوصيات والمزايا.
(ثم قال : نعم ، يبقى الكلام بالنسبة الى ما) اي الشيء الذي (لا يتوقف
__________________
(١) ـ وهو كتاب من الحجم المتوسط طبع في لبنان والكويت وايران وترجم الى الفارسية باسم «فروع دين».