وإلّا فاشكال.
فانّ عارضه دليل نقليّ ، فان تأيّد ذلك العقليّ بدليل نقليّ كان الترجيح للعقليّ ، إلّا أنّ هذا في الحقيقة تعارض في النقليّات ، وإلّا فالترجيح للنقليّ
______________________________________________________
وفي طرف : عقل فقط.
(والّا) بان لم يكن أحد الدليلين العقليين مؤيد بنقل (فاشكال) : بأنه هل يقدّم هذا الدليل العقلي ، او ذاك؟.
هذا تمام الكلام في تعارض العقليين مع تأيد احدهما بنقلي ، او بدون التأيد.
اما اذا كان هناك دليل عقلي كقبح التجرّي (فان عارضه دليل نقلي ، فان تأيد ذلك العقلي بدليل نقلي) كما في : حكم العقل بقبح التجرّي في الجملة ، المؤيد بالنقل الدال على حرمة التجرّي ـ على ما تقدّم ـ ، فان كان الدليل العقلي معارضا بدليل نقلي آخر يدل على عدم العقاب على قصد المعصية ، وانّما العقاب على فعل العصيان (كان الترجيح للعقلي) لان في جانب : العقل والنقل ، وفي جانب : النقل فقط ، والاولان اقوى من الثاني.
(إلّا ان هذا) القسم (في الحقيقة) وبالنظر الدقيق (تعارض في النقليات) لان في كلا الجانبين نقل ، وانّما العقل في احد الجانبين فقط ، وهو يصلح مؤيدا لاحد جانبي النقل.
(والّا) بان لم يؤيد العقل بدليل نقلي ، مثل : انكار بعضهم الخرق والالتيام المنافي للمعراج ـ عقلا ـ فان انكارهم هذا لم يؤيد بدليل نقلي ، بل الدليل النقلي معارض له ، لانه يدل عليه المعراج الجسماني المستلزم لخرق الافلاك كلا (فالترجيح للنقلي) لانه لا شأن للعقلي المبني على المقدمات غير البرهانية في رفع النقل.