لعلّ نظر هؤلاء في ذلك إلى ما يستفاد من الأخبار ، مثل قولهم عليهمالسلام : «حرام عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منّا» ، وقولهم عليهمالسلام : «لو أنّ رجلا قام ليله وصام نهاره وحجّ دهره وتصدّق بجميع ماله ولم يعرف ولاية وليّ الله فتكون أعماله بدلالته فيواليه ، ما كان له
______________________________________________________
كثرة الاشتباه في الادلة العقلية ، حتى يرد عليهم الاشكالات المتقدمة ، بل (لعل نظر هؤلاء في ذلك) الذي ذكروه يشير (الى ما يستفاد من الاخبار) من انحصار الطريق في الاحكام في السماع من الصادقين عليهمالسلام.
(مثل قولهم عليهمالسلام : حرام عليكم) حرمة تكليفية (أن تقولوا بشيء) من الاحكام.
او الأعم من الاصول والفروع.
والاعم حتى من التاريخ الماضي ، والامور المستقبلية ، كأحوال الامم السالفة ، واحوال ما بعد الموت (ما لم تسمعوه منّا) (١) فانهم هم طريق الاحكام ، وخصوصيات الاصول ، كما ان غيرهم لا علم لهم لا بالماضي ولا بالمستقبل.
(وقولهم عليهمالسلام : لو أنّ رجلا) والرجل : من باب المثال ، وإلّا فالمرأة كذلك (قام ليله) بالعبادة (وصام نهاره) طول السنة (وحجّ دهره) كل عام او استمر في الحج والعمرة (وتصدّق بجميع ماله) في سبيل الله : وقفا ، وهدية ، وهبة ، وصدقة ، مصطلحة وبرا (ولم يعرف ولاية وليّ الله فتكون) ـ بالنصب كما في القاعدة الادبية ـ كل (أعماله بدلالته فيواليه) الفاء : تفريع على «لم يعرف» بان لم يكن له معرفة بالامام ، او لم يكن اعماله طبقا لما قاله وليّ الله ، بطلت اعماله
__________________
(١) ـ الكافي (أصول) : ج ٢ ص ٤٠١ ح ١ وفيه (الشر) بدل (حرام).