أحكام الله تعالى التي بلّغها حججه عليهمالسلام.
فكلّ حكم لم يكن الحجّة واسطة في تبليغه لم يجب امتثاله ، بل يكون من قبيل «اسكتوا عمّا سكت الله عنه» ، فانّ معنى سكوته عنه عدم أمر أوليائه بتبليغه وحينئذ
______________________________________________________
احكام الله تعالى التي بلّغها حججه عليهمالسلام) ليس في الواجب والمحرم فحسب ، بل في سائر الاحكام التكليفية والوضعية ، فان امتثال كل حكم بحسبه.
(فكل حكم لم يكن الحجة واسطة في تبليغه ، لم يجب امتثاله) بل نسبته اليه سبحانه تشريع محرم ، من غير فرق بين ان نقطع بانه حكمه تعالى ام لا ، وذلك لان الحكم مقيد به ، كما لو قال المولى : يحرم عليك ان تعمل بما علمت انه حكمي ، اذا لم يكن من طريق عبدي فلان.
(بل يكون) ذلك الحكم الذي ليس من طريقهم (من قبيل : «اسكتوا عمّا سكت الله عنه») (١) وسكوت الله كناية عن الحكم الذي لم يؤده الى الناس من طريق اوليائه ، ولفظة «اسكتوا» امر وهو يدل على الوجوب فخلافه محرم.
وعليه : (فان معنى سكوته) تعالى (عنه) اي عن ذلك الحكم (عدم امر اوليائه بتبليغه) الى العباد لمصلحة في ذلك ، كما قال الشيخ الخال (٢) : ان الله اراد غلق باب الفاسق ، وان كان من اعلم المجتهدين ، ولم يكن العادل يصل اليه في العلم والتحقيق ، وأراد فتح باب العادل ولذلك فالواجب تقليد المجتهد العادل.
(وحينئذ) اي حين كان الامتثال انّما هو في الاحكام التي بلّغها الحجة
__________________
(١) ـ غوالي اللئالي : ج ٣ ص ١٦٦.
(٢) ـ الامام الشيخ محمد تقي الشيرازي قدسسره قائد ثورة العشرين التحررية في العراق.