نعم ، حكي عن النهاية وشيخنا البهائيّ التوقف في العصيان ، بل في التذكرة : «لو ظنّ ضيق الوقت عصى لو أخر إن استمرّ الظنّ ، وإن انكشف خلافه ، فالوجه عدم العصيان» ، انتهى.
واستقرب العدم سيّد مشايخنا في المفاتيح ، وكذا لا خلاف بينهم
______________________________________________________
(نعم) هذا الاجماع ممنوع صغرى ، ومناقش فيه كبرى ، اذ(حكي عن النهاية) للشيخ قدسسره (وشيخنا البهائي قدسسره : التوقف في العصيان) فيما انكشف الخلاف ، والظاهر : ان مرادهما هو وجود الوقت واقعا وان لم ينكشف الخلاف ، اذ الانكشاف وعدمه لا عبرة بهما ، بل العبرة بالواقع.
(بل في التذكرة : لو ظن ضيق الوقت عصى لو أخر) الصلاة (ان استمر الظن) بان لم ينكشف الخلاف (وان انكشف خلافه ، فالوجه) الذي اراه : (عدم العصيان) مما يدل على عدم حرمة التجري (انتهى) كلام التذكرة.
(واستقرب العدم) اي عدم العصيان (سيد مشايخنا) السيد محمد المجاهد ولقب بهذا اللقب ، لانه جاهد الروس حيث ارادوا احتلال ايران ، وتقدموا الى الموضع الحالي منه ، بما لو لم يجاهد السيد والشيخ النراقي وغيرهما ، لكانت ايران اليوم جزءا من روسيا في قصة مشهورة ، لكن لا يخفى ان «الساساني» ذكر في كتابه : ان ايران قبل مائتي سنة ، كان عدد نفوسها مائة مليون نسمة ، ولو بقيت كذلك واطردت ، لكان نفوسها الآن اضعاف ذلك (في المفاتيح) (١) الذي الّفه في الاصول كما ألّف في الفقه كتاب المناهل. بل يمكن ان يقال في عدم الاجماع : ان كثيرا من العلماء ، لم يذكروا هذه المسألة ، فكيف يمكن تحقق الاجماع؟.
(وكذا) مما يؤيد وجود الاجماع في حرمة التجري : انه (لا خلاف بينهم
__________________
(١) ـ المفاتيح : ص ٣٠٧.