فيمتنع عروض الصفة المحسّنة له ، وفي مقابله الانقياد لله سبحانه ، فانّه يمتنع أن يعرض له جهة مقبّحة.
وثانيا : لو سلّم أنّه
______________________________________________________
في صفة النفس ، المنكشفة بواسطة التجري.
(ف) اذا كان التجري قبيحا ذاتا ، فانه (يمتنع عروض الصفة المحسنة له) اي للتجري ، اذ ذاتي الشيء لا يتغير ـ على ما تقدّم الالماع اليه ـ كما ان الذات ايضا لا تتغير.
وعليه : فمصادفة الفعل المتجري به لجهة محسنة واجبة ، او مستحبة ، لا توجب تغير ذات الفعل ، ولا تغير كاشفيته عن النفس الطاغية ، وانّما يتعارض جهتا الحسن والقبح ، فيقدّم الاهم منهما ان كان ، وان لم يكن أهم في البين يتساويان ويتساقطان ، فلا حسن ولا قبح كما في كل مورد كذلك.
(وفي مقابلة : الانقياد) اذ الانقياد يقابل التجري ، فان كلا من الواقع الحقيقي ، والواقع المزعوم ، ان كان الانسان بصدد اطاعة المولى ، كان الاول اطاعة ، والثاني انقيادا ، وان كان بصدد مخالفة المولى ، كان الاول عصيانا ، والثاني تجريا.
فكما ان التجري قبيح ذاتا كذلك الانقياد (لله تعالى سبحانه) بل لكل مولى (فانه) حسن ذاتا ، و (يمتنع ان يعرض له جهة مقبحة) وان امكن وجود الكسر والانكسار ، والاهم والمهم ، على ما عرفت في التجري.
وبهذا تبين ان التجرّي قبيح ذاتا ، كما ان الانقياد حسن ذاتا.
(وثانيا : لو سلم انه) اي التجري ليس قبيحا ذاتا ، فلا اقل من أن يكون مقتضيا للقبح.
والفرق بين الذات والاقتضاء : ان الاول : علة تامة ، والثاني : علة ناقصة ،