ولا ممّا يندر اختصاص معرفته ببعض دون بعض ، مع أنّ هذا لا يمنع من التعويل على نقل العارف به ، لما ذكر.
ويدلّ عليه مع ذلك ما دلّ على حجّية خبر الثقة العدل بقول مطلق
______________________________________________________
(ولا) شيء (ممّا يندر اختصاص معرفته ببعض دون بعض) فانّ الفتوى وأحوال الرواة ، والمعنى اللغوي ، وما أشبه ذلك ، ليست امورا نادرة ، حتى يقال ، بأنّ الخبر الواحد لا يشمل الامور النادرة وان حجّية خبر الواحد انّما تكون في غير أمثال هذه الامور. (مع انّ هذا) أي : كون هذه الامور من الامور النادرة ـ لو سلّم ندرتها ـ (لا يمنع من التعويل على نقل العارف به) أي : بهذا الذي ذكرناه : بانه من الامور النادرة ، فان الاخبار بها وان كان لا يقبل من كل أحد ، لكنه يقبل من أهل الاختصاص العارفين بها ، فكون الرّاوي ثقة أو مجروحا ، وكون معنى لفظ الآنية ـ مثلا ـ : كل ظرف أو ظرف خاص ، أو ما أشبه ذلك ، ليس شأن كل احد حتى يكون كثيرا ، بل هو نادر ومن شأن العارف بها ، فيقبل قول العارف فيها.
وعليه : فاطلاق أدلة خبر الواحد ، وكذلك السيرة ، قائمة على حجّية خبر الواحد في هذه الامور ، ودعوى الناقل : إجماع العلماء على حكم خاص ، أيضا من قبيل هذه الامور ، فيقبل قوله (لما ذكر) من أنّه أحد أفراد الخبر الواحد ، وقد جرت سيرة العقلاء على قبوله بلا محذور.
والحاصل : انّ المقتضي موجود والمانع مفقود ، فيؤثر المقتضي أثره.
(ويدلّ عليه) أي : على حجّية خبر الواحد في الامور المذكورة ، والتي منها ادعاء الاجماع الذي نحن بصدده (مع ذلك) أي مضافا الى السيرة المتصلة بزمان المعصومين عليهمالسلام (ما دلّ على حجّية خبر الثقة العدل بقول مطلق) من بناء العقلاء ، والآيات والروايات ، وغيرها ، فانّ أدلة حجّية خبر الواحد ، تشمل كل