وحكي عن بعض انّه حكى عن المحقّق الداماد انّه قدسسره ، قال في بعض كلام له ، في تفسير النّعمة الباطنة : «إنّ من فوائد الامام ـ عجّل الله فرجه ـ أن يكون مستندا لحجّية اجماع أهل الحلّ والعقد من العلماء على حكم من الأحكام إجماعا بسيطا في أحكامهم الإجماعيّة وحجّية إجماعهم المركّب في أحكامهم الخلافيّة ،
______________________________________________________
(وحكي عن بعض : انّه حكى عن المحقّق الداماد : انّه قدسسره قال في بعض كلام له ، في تفسير النعمة الباطنة) حيث انّ لله سبحانه وتعالى نعما ظاهرة ، ونعما باطنة ، وقد اشار اليهما بقول سبحانه : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) (١).
قال : (انّ من فوائد الامام) الحجّة (عجّل الله) تعالى (فرجه أن يكون مستندا لحجيّة اجماع أهل الحلّ والعقد ، من العلماء) وقد تقدّم معنى : الحلّ والعقد (على حكم من الأحكام) سواء كان الحكم وجوبا ، أو حرمة ، أو غيرهما ، (اجماعا بسيطا في أحكامهم الاجماعية) والاجماع البسيط عبارة عن : اتّفاق الكلّ على حكم واحد ، كما اذا اتّفقوا جميعا على وجوب الجمعة.
(وحجّية اجماعهم المركّب في أحكامهم الخلافية) والاجماع المركّب عبارة عن : اتّفاق الكلّ في شيء على قولين بحيث انّه لا يجوز خلاف ذينك القولين. كما اذا ذهب بعض الفقهاء : إلى حرمة الجمعة وبعض الفقهاء : إلى وجوب الجمعة فهذا هو الاجماع المركّب ، ومعناه : انّه قام اجماع الأمّة : على انّ الجمعة ، ليست مخيرة بين الظهر والجمعة ، فلا يجوز احداث القول الثالث ، لأنّه يعلم بأنّ القول الثالث خلاف الاجماع المركّب.
__________________
(١) ـ سورة لقمان : الآية ٢٠.