ووصوله إلى وقائعها ، فانّ أحوال العلماء مختلف فيها اختلافا فاحشا.
وكذلك حال الكتب المنقول فيها الاجماع ، فربّ كتاب لغير متتبّع موضوع على مزيد التتبّع والتدقيق ، وربّ كتاب لمتتبّع موضوع على المسامحة وقلّة التحقيق ،
______________________________________________________
الموضوع ، وربما لا يستقصيها ، وانّما يقتنع ببعض الكتب.
(و) يراعى أيضا من جهة (وصوله الى وقائعها) أي وقائع الأقوال ، فانّ القرائن المكتنفة بالمسائل ، تدل على ان المدعي للاجماع كان يعرف الوقائع التي سببت تلك الأقوال ام لا.
مثلا : قد يسأل انسان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أفضل الاعمال فيجيبه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ببر الوالدين.
وقد يسأله انسان ثان نفس هذا السؤال فيجيبه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : بأداء الأمانة.
والسبب في هذا الاختلاف : انّ الأوّل كان مسيئا الى والديه ، والثاني كان متسامحا في أداء الأمانة.
ومثل ذلك يكون بالنسبة الى ناقل الاجماع في المسائل المختلفة (فانّ أحوال العلماء مختلف فيها) أي في الجهات المذكورة (اختلافا فاحشا) وكبيرا.
(وكذلك) يختلف (حال الكتب المنقول فيها الاجماع فربّ كتاب لغير متتبّع ، موضوع على مزيد التتبّع) حيث تعمّد المؤلف فيه : أن يكتب الأشياء التي تتبع فيها تتبعا بالغا (و) دقق فيها بمزيد من (التدقيق) ، والتتبع هو : السعة والتدقيق وهو : العمق ـ على ما تقدّم ـ (وربّ كتاب لمتتبع) ماهر محقّق ، لكنه على عكس ذلك (موضوع على المسامحة وقلّة التحقيق) وذلك لاختلاف الأنظار في التدقيق والتوسع ، وعدمهما.