وتقويته للنظر.
فاذا لوحظ جميع ما ذكر ، وعرف الموافق والمخالف إن وجد ، فليفرض المظنون منه كالمعلوم ، لثبوت حجّيته بالدليل العلميّ ولو بوسائط.
______________________________________________________
الناقل مع النسخ الموجودة عنده ، فان الشيخ المرتضى ـ مثلا ـ اذا توصل اليه الف قول ، واتفق رأيه مع رأي صاحب الجواهر في المسألة كشف ذلك عن ان نفس الكتب ، كانت أيضا موجودة عند صاحب الجواهر ، فيسبب تأييد رأيه (وتقويته للنظر) أي : لنظر المنقول اليه ، وهو الشيخ المرتضى في المثال.
(فاذا لوحظ جميع ما ذكر ، وعرف الموافق والمخالف ان وجد) أي : المخالف (فليفرض المظنون منه) أي : من هذا السبب المنقول ـ فان الاجماع سبب كاشف عن قول المعصوم عليهالسلام ـ انه (كالمعلوم) ، فانه كما اذا علم الشيخ المرتضى ـ مثلا ـ بان هذا سبب ، كان عليه أن يتخذه كاشفا لقول المعصوم عليهالسلام كذلك اذا ظن بانّ هذا الاجماع الذي نقله الجواهر سبب ، كان عليه ان يتخذه كاشفا.
وانّما يكون المظنون كالمعلوم (لثبوت حجّيته) أي : حجّية الظن المذكور (بالدليل العلميّ) فانّه لا بد إمّا من الظنون الخاصة ، بسبب قيام السيرة ونحوها على ان مثل هذا الظن حجّة ، وامّا من الظنون العامة ، بسبب دليل الانسداد.
(ولو بوسائط) فان الظن قد يكون حجة بدون واسطة ، وقد يكون حجة بواسطة ، أو وسائط ، فاذا قال عليهالسلام ـ مثلا ـ «تعمد القبلة جهدك» (١) فيمن لا يعرف القبلة ، فقد جعل الظن بالقبلة حجّة بلا واسطة.
وقد يكون بواسطة ، كما اذا كان حجّية الظن لكونه من صغريات دليل ظنّي ، ينتهي ذلك الدليل الظني الى العلم ، كما يقال ـ مثلا ـ بانّ نقل الاجماع يوجب
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٣ ص ٢٨٤ ح ١ ، تهذيب الاحكام : ج ٢ ص ٤٦ ب ٢٣ ح ١٥.