والحديثان المتعارضان ، فبأيّهما نعمل؟ قال عليهالسلام : خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذّ النادر.
قلت : يا سيّدي إنّهما معا مشهوران مأثوران عنكم. قال عليهالسلام خذ بما يقوله أعدلهما» ، الخبر.
______________________________________________________
والحديثان) والمراد بالخبر هنا : ما ينقله المعصوم مستندا الى معصوم آخر بأن يقول الامام الصادق عليهالسلام ـ مثلا ـ : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كذا ، أو قال أبي : كذا ، والمراد بالحديث : ما اذا قال الامام الصادق عليهالسلام ـ مثلا ـ «لا شكّ لكثير الشك» (١) وسمّي : حديثا ، لانه حادث وليس اخبارا عن أحد ، هذا اذا ذكر الخبر والحديث معا ، أمّا اذا ذكر أحدهما دون الآخر فانه يشمل المعنيين.
وعليه : فاذا ورد (المتعارضان ، فبأيّهما نعمل؟ قال عليهالسلام : خذ بما اشتهر بين أصحابك ، ودع الشاذّ النادر) والشاذّ : هو يكون على خلاف القاعدة ، بينما النادر : هو ما يكون على وفق القاعدة ، لكنّه قليل ، فالانسان الجميل غاية الجمال كيوسف عليهالسلام ـ مثلا ـ يسمّى : نادرا ، والانسان المتزايد ، في سوء خلقه ، الخارج عن المتعارف يسمى : شاذا ، ولعلّ المراد بقوله عليهالسلام : «ودع الشاذّ النّادر» انه اذا كان على خلاف المشهور ، فدعه سواء كان شاذا أو نادرا.
(قلت : يا سيّدي ، انّهما معا مشهوران مأثوران عنكم؟ قال عليهالسلام : خذ بما يقوله أعدلهما) الى آخر (الخبر) (٢).
__________________
(١) ـ من القواعد الفقهية المصطادة من الروايات ويدل عليها : الكافي (فروع) : ج ٣ ص ٣٥٨ وص ٣٥٩ ، تهذيب الاحكام : ج ٢ ص ١٥٣ وص ١٨٨ وص ٣٤٣ وص ٣٤٤ ومن لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٢٢٤.
(٢) ـ غوالي اللئالي : ج ٤ ص ١٣٣ ح ٢٢٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٥ ب ٢٩ ح ٥٧ ، جامع أحاديث الشيعة : ج ١ ص ٢٥٥.