ألا ترى أنك لو سألت عن أنّ أيّ المسجدين احبّ اليك ، قلت :
ما كان الاجتماع فيه أكثر ، لم يحسن للمخاطب أن ينسب إليك محبوبيّة كلّ مكان يكون الاجتماع فيه أكثر ، بيتا كان او خانا او سوقا ، وكذا لو أجبت عن سؤال المرجّح لأحد الرمّانين فقلت : ما كان أكبر.
والحاصل : أنّ دعوى العموم في المقام لغير الرّواية ممّا لا يظنّ بادنى التفات ،
______________________________________________________
غير المورد.
(ألا ترى : انك لو سألت عن انّ أي المسجدين أحبّ اليك؟) فأجبت و (قلت : ما كان الاجتماع فيه أكثر) كان الظاهر المتبادر منه : انّ المحبوب عندك ما كان المسجد أكثر اجتماعا فقط ، لا الأماكن الأخر.
ولهذا (لم يحسن للمخاطب أن) يحمل الموصول «ما» في قولك : «ما كان الاجتماع» على العموم ثم (ينسب اليك محبوبيّة كلّ مكان يكون الاجتماع فيه أكثر) سواء (بيتا كان أو) مسجدا ، (خانا) كان (أو سوقا) أو ما أشبه ذلك.
فاذا نسب المخاطب اليك : انّك تحب الأكثر اجتماعا ، في كل هذه الامور قيل له : كلامك ليس دالا على هذا الاطلاق.
(وكذا لو أجبت عن سؤال المرجّح لأحد الرمّانين ، فقلت : ما كان اكبر) فانّ المفهوم عرفا من كلامك هذا ، ترجيح الرمّان الاكبر ، لا كلّ شيء أكبر ، والى غير ذلك من الأمثلة.
(والحاصل : انّ دعوى العموم في المقام) في أمثال ما نحن فيه ، ممّا كان مسبوقا بطلب التعيين ، من دون أن يكون هناك شواهد داخلية ، أو خارجية ، لارادة العموم (لغير الرواية مما لا يظن بأدنى التفات).