مع عدم معرفته بعينه ، واستكشاف قوله من قاعدة اللطف ، وحصول العلم من الحدس ، وظهر لك أنّ الأوّل هنا غير متحقق عادة لأحد من علمائنا المدّعين للاجماع ، وأنّ الثاني ليس طريقا للعلم ـ فلا يسمع دعوى من استند اليه ، فلم يبق ممّا يصلح أن يكون مستندا في الاجماعات المتداولة على ألسنة ناقليها إلّا الحدس ، وعرفت أنّ الحدس قد يستند إلى مباد محسوسة ملزومة عادة لمطابقة قول الامام عليهالسلام ،
______________________________________________________
دخوليا (مع عدم معرفته) عليهالسلام (بعينه) كما عليه المتقدمون ، حيث انّه لو علم بعينه ، لم يكن من الاجماع في شيء ، وأنما كان من اخبار الامام عليهالسلام.
(و) ثانيا : (استكشاف قوله) عليهالسلام بسبب الاتفاق المذكور (من قاعدة اللّطف) وهو الذي عليه الشيخ رحمهالله ، ومن تبعه.
(و) ثالثا : (حصول العلم من الحدس) وعليه المتأخرون.
هذا (و) قد (ظهر لك أنّ الاوّل) وهو الاجماع الدخولي (هنا) أي : في باب الاجماعات المنقولة من الفقهاء (غير متحقق عادة) في زمن الغيبة (لأحد من علمائنا المدّعين للاجماع) فان الشهيد ، أو العلامة ، أو من أشبههما ، اذا ادعوا الاجماع نقطع بانهم لا يريدون الاجماع الدخولي (وانّ الثاني :) وهو اللّطف (ليس طريقا للعلم) وذلك لما تقدّم من عدم وجوب اللّطف بالمعنى الذي ذكره الشيخ (فلا يسمع دعوى من استند اليه) أي : إلى اللّطف.
وعليه : (فلم يبق ممّا يصلح أن يكون مستندا في الاجماعات المتداولة على ألسنة ناقليها ، إلّا الحدس) وهو الامر الثالث من مستنداتهم في الاجماع.
كما (وعرفت : انّ الحدس قد يستند إلى مباد محسوسة ، ملزومة عادة لمطابقة قول الامام عليهالسلام) كالحدس الّذي يحصل من اتفاق جميع علماء الأعصار