وجوابه بخطّه عليهالسلام ، فكتب : نسألك عن العلم المنقول عن آبائك وأجدادك ، صلوات الله عليهم أجمعين ، قد اختلفوا علينا فيه ، فكيف العمل به على اختلافه؟ فكتب عليهالسلام ، بخطّه : ما علمتم أنّه قولنا فألزموه وما لم تعلموه فردّوه إلينا» ،
______________________________________________________
أمّا اطلاق أبي الحسن على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فهو المشهور في التواريخ ، والقصص ، والتفاسير ، لا في الرجال ، والفقه ، فان المشهور فيهما بابي الحسن : هؤلاء الثلاثة صلوات الله عليهم أجمعين.
قال الرّاوي (و) أقرأني أيضا (جوابه بخطّه عليهالسلام فكتب : نسألك عن العلم المنقول عن آبائك وأجدادك صلوات الله عليهم أجمعين ، قد اختلفوا علينا فيه) بمعنى : انّ الناقلين لتلك الأخبار ، مختلفون في الوثاقة وعدمها ، كما أنهم مختلفون في النقل عنهم عليهمالسلام ، فبعضهم ينقل شيئا ، وينقل آخر خلافه.
(فكيف العمل به) أي : بما ينقل عن آبائك عليهمالسلام (على اختلافه؟) أي : على اختلاف المنقول عنكم (فكتب عليهالسلام بخطّه : ما علمتم أنّه قولنا) وهو يحصل ، امّا بالعلم ، الوجداني ، أو التواتر ، أو بالاحتفاف بالقرائن القطعيّة ، أو بمطابقة الكتاب ، أو ما أشبه ذلك (فألزموه ، وما لم تعلموه ، فردّوه إلينا) (١).
وقد تقدّم معنى الردّ اليهم : بانه السكوت ، لا الاعراض ، فان هناك فرقا بين أن يسكت الانسان في قبال خبر لا يعلم انه منهم ، وبين أن يرد ذلك الخبر ويقول : هذا الخبر غير صحيح ، ونحن مأمورون في الأخبار المشكوكة بالردّ اليهم عليهمالسلام ، دون الاعراض.
__________________
(١) ـ بصائر الدرجات : ص ٥٢٤ ح ٢٦ ، مستطرفات السرائر : ص ٥٨٤ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤١ ب ٢٩ ح ٣٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٢٠ ب ٩ ح ٣٣٣٦٩.