وأمّا أخبار العرض على الكتاب ، فهي وإن كانت متواترة بالمعنى الّا أنّها بين طائفتين ، احداهما ما دلّ على طرح الخبر الذي يخالف الكتاب ، والثانية ما دلّ على طرح الخبر الذي لا يوافق الكتاب.
______________________________________________________
لا خصوصية العلم ، فانّ الحجّة هي المتبادرة الى الأذهان من العلم.
(وأمّا أخبار العرض على الكتاب) والسنّة في حجّية الخبر (فهي وان كانت متواترة بالمعنى) لا باللفظ ، والمراد بالمتواتر المعنوي ما اختلفت الفاظه ، لكنها تشير الى أمر واحد ، وهذه الأخبار من هذا القبيل ، فان الفاظها وان كانت مختلفة ، لكنها تشير الى معنى واحد ، وهو : لزوم عرض الأخبار على الكتاب والسنّة.
اذن : فلا يرد على هذه الأخبار : الاشكال الذي ذكرناه بالنسبة الى الخبر الأول.
(الّا انّها) أي : اخبار العرض منحصرة (بين طائفتين).
(احداهما : ما دلّ على طرح الخبر ، الذي يخالف الكتاب ، والثانية : ما دلّ على طرح الخبر ، الذي لا يوافق الكتاب).
ومن المعلوم : انّ هناك ثلاثة اقسام من الاخبار :
الاول : ما يخالف الكتاب.
الثاني : ما لا يوافق الكتاب.
الثالث : ما ليس بمخالف ولا موافق للكتاب.
مثلا : الخبر الذي يقول : لا يجب الحجّ اطلاقا ، مخالف للكتاب.
والخبر الذي يقول : يجب الحجّ كل عام لا يوافق الكتاب ، لأنّ الكتاب لم يقل بوجوب الحجّ على المستطيع في كل عام.
والخبر الذي يقول : بجواز تحليل الأمة من مالكها لغير المالك ، لا يوافق الكتاب ، ولا يخالفه ، لأنّه لم يذكر في الكتاب هذا الحكم اطلاقا ، لا سلبا ، ولا ايجابا.