ونحو ذلك فالأخبار المخصّصة لها كلّها ولكثير من عمومات السنّة القطعيّة مخالفة للكتاب والسنّة.
______________________________________________________
على : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) (١).
لأنّه يقال : هناك ثلاثة أشياء : يسر ، وعسر ، وامر عادي.
ولم يذكر القرآن الكريم الأمر العادي ، لا في الآية نصا ، ولا في احدى الجملتين تضمنا ، لتبقى فجوة بينهما يتطلبها الذهن من الخارج ، كما هي عادة القرآن الكريم ، في كل الامور ، حتى في القصص والتاريخ ، من انه لا يذكر كلّ الخصوصيات فيها ليحفّز الانسان على التعليم ، والفحص ، واستطراق أبواب المعصومين عليهمالسلام.
(ونحو ذلك) من العمومات القرآنية ، مثل قوله سبحانه : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ ...) (٢).
وقوله سبحانه : (وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ ...) (٣) الى غيرها من الآيات العامة ، التي يشمل عمومها كل جزئي جزئي نحتاج اليه في حياتنا.
وعلى هذا : (فالأخبار) الآحاد (المخصّصة لها) أي : لعمومات الكتاب (كلّها) أي : كل تلك الأخبار (و) كذلك الأخبار المخصصة (لكثير من عمومات السنّة القطعيّة ، مخالفة للكتاب والسنّة) فيلزم طرحها.
وانّما فرّق المصنّف ، بين عمومات الكتاب ، حيث جعل كلها مخصصة ، وبين عمومات السنّة حيث جعل أكثرها مخصصة ، لأنّه لا عموم في الكتاب لم
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٥.
(٢) ـ سورة الانعام : الآية ١٤٥.
(٣) ـ سورة النساء : الآية ٢٤.