وقوله تعالى : (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) ، الخ. و (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً) ، و (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
______________________________________________________
حليّة كلّ شيء الّا ما خرج.
(وقوله : (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) (١) الى آخر الآية) حيث انّ هذه الآية الثانية خصّصت الآية الاولى : (خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ، فالمخصص هي ما ذكر في الآية الثانية ، وما ليس في الآية الثانية يجوز للانسان تناولها.
(و) قوله تعالى : ((فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً)) (٢) حيث انها دليل على حلّيّة كل الغنائم ، التي يغنمها الانسان بالطرق الشرعية ـ فلا شيء من الغنائم المشروعة مستثناة في القرآن الحكيم.
(و) قوله تعالى : ((يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ...)) (٣) حيث دلّت الآية على انّ كل يسر مجاز فيه ، وكل عسر مرفوع عن الانسان.
ومن الواضح : انّ ما يبتلى به الانسان ، امّا يسر أو عسر ، فلا خارج عنهما اطلاقا حتى يقال : بأنّه شيء ليس في الكتاب والسنّة ، فكلّ خبر ، امّا موافق للكتاب وعموماته ، فيؤخذ به ، وامّا مخالف له ، فيطرح.
إلّا اذا كان الخبر المخالف مما قطع بصدوره ، ودلالته ، ومضمونه ، فيؤخذ به ، ولا يوجد في الاخبار ما يكون مباينا للقرآن كهذا ، وانّما الموجود هو امّا من باب التخصيص للكتاب ، أو من باب التقييد له.
لا يقال : ذكر الآية الكريمة : (وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (٤) ، ليس فيه شيء زائد
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٧٣.
(٢) ـ سورة الانفال : الآية ٦٩.
(٣) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٥.
(٤) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٥.