ولهذا كانوا يستشهدون كثيرا بآيات لا نفهم دلالتها ؛ وما دلّ على عدم جواز تصديق الخبر الذي لا يوجد عليه شاهد من كتاب الله على خبر غير الثقة او
______________________________________________________
(ولهذا) الذي ذكرناه : من إن الخبر ربّما يكون موافقا للقرآن بحسب الباطن ، الذي يعلمه المعصوم عليهالسلام ، وان لم يكن موافقا للقرآن بحسب الظاهر في نظرنا ، إلّا إننا مأمورون بطرح مثل هذا الخبر ، لئلا يتخذ الناس القرآن وسيلة لمآربهم في تأويل آياته كما يشاءون.
ويؤيد هذا الاحتمال إن الائمة عليهمالسلام (كانوا يستشهدون) على بعض الاحكام الشرعية (كثيرا ، بآيات لا نفهم دلالتها) بحسب الظاهر.
مثل استشهادهم عليهالسلام بآية : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ...) (١) على : عدم قطع كفّ السّارق ، وانّما الأصابع الأربعة فقط ، مع إنها لا دلالة فيها بحسب الظاهر في نظر البعض ، وانّما استشهد بها الامام عليهالسلام لعلمه بباطن الآية ، حيث كان يعلم ما أراد الله تعالى منها.
ومثل استشهادهم عليهالسلام بآية النّور ، على انّ المراد بها : هم الائمة الطاهرون عليهمالسلام.
ومثل استشهادهم بالآية (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) (٢) على ان المراد بالانسان : هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، الى غير ذلك ممّا يجده الانسان بكثرة ، في تفسير الآيات وتأويلها (٣).
(و) كذا يمكن حمل (ما دلّ) من الأخبار (على عدم جواز تصديق الخبر ، الذي لا يوجد عليه شاهد من كتاب الله : على خبر غير الثقة ، أو
__________________
(١) ـ سورة الجن : الآية ١٨.
(٢) ـ سورة الزلزلة : الآية ٣.
(٣) ـ للمزيد راجع تقريب القرآن الى الأذهان للشارح.