فاختصاص الفاسق بوجوب التعرّض بخبره والتفتيش عنه دون العادل لا يستلزم كون العادل أسوأ حالا ، بل مستلزم لمزيّة كاملة للعادل على الفاسق ، فتأمّل.
______________________________________________________
(فاختصاص الفاسق بوجوب التعرّض بخبره ، والتفتيش عنه) أي : عن خبره (دون العادل لا يستلزم كون العادل أسوأ حالا) من الفاسق ، لأنه في غير مقام العمل يجب وجوبا نفسيّا التبيّن عن خبر الفاسق ، ولا يجب بالنسبة الى خبر العادل ، وفي مقام العمل هما متساويان ، حيث يحتاج الى التبيّن في خبر العادل وخبر الفاسق معا.
وبهذا لم يكن مزيّة لخبر الفاسق على العادل (بل) العكس (مستلزم لمزيّة كاملة للعادل على الفاسق) فانه إذا لم يكن يريد العمل وجب عليه التبيّن في خبر الفاسق ، ولم يجب عليه التبيّن في خبر العادل ، وهذه مزية لخبر العادل ، اذ في التبيّن نوع استخفاف ، وربّما كان مستلزما لهتك المخبر ، فانه في الفاسق يكون التبيّن معرضا له للهتك ، بينما في خبر العادل لم يجب نفسيّا التبيّن ، فلا يكون العادل معرضا للهتك.
(فتأمّل) لعله إشارة الى إنّه في غير مقام العمل ، يزداد الاعتناء بخبر الفاسق بسبب التبيّن ، دون خبر العادل الذي يترك بلا تبيّن ، فاذا تبيّن في خبر الفاسق وظهر صدقه ، صار ذلك موجبا لاحترام الناس له ، باعتبار إنه صادق بينما لا يتبيّن عن خبر العادل ، فلا يظهر صدقه في خبره ، ممّا يوجب مزيد احترام الناس له.
وعليه : فيكون خبر الفاسق ، أولى عند الناس من خبر العادل ، بسبب التبيّن النفسيّ في خبر الفاسق ، وليس هذا التبيّن النفسيّ موجودا في خبر العادل ، بل وجوب التبيّن فيه شرطيّ ومقدمة للعمل.