خصوصا في الوصف الغير المعتمد على موصوف محقّق ، كما فيما نحن فيه ، فانّه أشبه بمفهوم اللقب.
______________________________________________________
اذ قد يقول : إن جاءكم شخص فاسق ، وهذا مختلف فيه ، بأنه هل يدلّ الوصف على المفهوم أم لا؟.
وقد يقول : إن جاءكم الفاسق ، فان المشهور عدم المفهوم لمثل هذا الوصف ، وإنما ذكر الوصف من باب الموضوع ، ومن المعلوم : ان الموضوع لا يدلّ على طرد سائر المواضيع.
فاذا قال : أكرم زيدا لم يدل على عدم إكرام عمرو ، وكذا إذا قال : أكرم العادل ، لم يدلّ على عدم إكرام غير العادل ، والى هذا المعنى أشار بقوله ب (خصوصا في الوصف غير المعتمد على موصوف محقق ـ كما فيما نحن فيه ـ) فانه وإن كان للوصف موصوف مقدّر ، لكن ما دام لم يكن الموصوف محقّقا في الكلام ، لم يكن للوصف الذي هو مناط الحكم إيجابا وسلبا ، دلالة على عدم الحكم في غير هذا الوصف.
ووجه الخصوصية التي ذكرها المصنّف : انّ الوصف إذا ذكر مجردا عن الموصوف ، لا يكون قيدا زائدا احترازيا ، بل يكون لمجرد بيان الحكم ، فعدم المفهوم له أظهر ممّا اذا كان الوصف معتمدا على موصوف مذكور.
(فانّه) أي : الوصف غير المعتمد على الموصوف (أشبه بمفهوم اللّقب).
والمراد باللقب : ما يتعلق الحكم على الاسم ، كما إذا قال : زيدا أكرمه ، وعمروا أضفه ، وما أشبه. فانه لا مفهوم لها حتى يقال : إنّ زيدا أكرمه ، يكون مفهومه : إن عمروا لا تكرمه ، أو عمروا أضفه ، يكون مفهومه : انّ زيدا لا تضفه.
إذن : فتعليق الحكم على الوصف ، المجرد عن الاعتماد على الموصوف ، حاله