ولعل هذا مراد من أجاب عن الآية ، كالسيّدين وأمين الاسلام والمحقّق والعلّامة وغيرهم ، بأنّ هذا الاستدلال مبنيّ على دليل الخطاب ولا نقول به.
وإن كان باعتبار مفهوم الشرط ، كما يظهر من المعالم والمحكي عن
______________________________________________________
حال اللّقب ، في أنه لا مفهوم له.
وهذا بخلاف ما اذا كان الوصف معتمدا على الموصوف مثل : أكرم الرجل العالم ، حيث يستشمّ منه المفهوم ، ببيان : انه اذا لم يكن له مفهوم ، وانه لا يكرم الرجل الجاهل ، لم يكن وجه لتقييد الرجل بالعالم ، فالتقييد يظهر منه : انه يريد إكرام الرجل العالم فقط لا الرجال الجاهل.
(ولعلّ هذا) أي : عدم اعتبار مفهوم الوصف ، وإن دلالة الآية على حجّية خبر الواحد مبنيّة على حجّية مفهوم الوصف (مراد من أجاب عن) دلالة (الآية) على حجّية خبر الواحد (كالسيّدين) المرتضى ، وابن زهرة (وأمين الاسلام) الطبرسيّ ، صاحب مجمع البيان (والمحقّق ، والعلّامة ، وغيرهم : بأنّ هذا الاستدلال ، مبنيّ على دليل الخطاب).
أي : الاستدلال بآية النبأ على حجّية خبر الواحد ، موقوف على اعتبار مفهوم المخالف في الوصف ، (ولا نقول به) أي : لا نقول بأنّ للوصف مفهوما ، فلا يمكن الاستدلال بالآية ، على حجّية خبر الواحد العادل من جهة مفهوم الآية.
(وان كان) الاستدلال بالآية المباركة على حجّية خبر الواحد (باعتبار مفهوم الشرط) بأن يكون مفهوم (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (١) إنّه ان لم يجيء الفاسق ، فلا تتبيّنوا كما إذا قال : إن جاءك زيد فاكرمه ، حيث انّ مفهومه : ان لم يجئك فلا تكرمه (كما يظهر) ذلك (من المعالم ، والمحكي عن
__________________
(١) ـ سورة الحجرات : الآية ٦.