فراجع.
فالأولى لمن يريد التفصّي عن هذا الايراد التشبّث بما ذكرنا ، من أنّ المراد بالتبيّن تحصيل الاطمينان ، وبالجهالة
______________________________________________________
(فراجع) جوابنا السابق عن ابن قبة.
وعلى أي حال : فمن الممكن انّ الآية الكريمة ، انّما منعت العمل بما لم يكن عقلائيا ، والعمل بخبر العادل وبالفتوى والشهادة عقلائي.
لا يقال : فهل كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقدم على عمل غير عقلائي.
لأنّه يقال : من أين ثبت انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اراد ـ واقعا ـ الاقدام على حرب بني المصطلق؟ فانه لم يثبت ذلك ، بل الثابت عكسه ، لمكان العصمة.
وقول بعض المفسرين والمؤرخين ، ليس هو الّا بحسب ظاهر الحال ، لا واقعة ، وانّما كانت الآية المباركة ، تنبيها على الذين أرادوا ذلك اعتمادا على قول الوليد.
ويؤيده : ان خطاب الآية موجّه اليهم ، حيث قال سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ، فَتَبَيَّنُوا) (١).
ولم يكن الخطاب موجها الى خصوص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعليه : (فالأولى لمن يريد التفصّي عن هذا الايراد) أي : إيراد تعارض المفهوم والتعليل (التشبّث بما ذكرنا) لا بحمل الجهالة على السفاهة ، فانّ الجواب عن الاشكال المذكور : يحصل بما ذكرناه (: من انّ المراد بالتبيّن : تحصيل الاطمينان) لا تحصيل العلم (و) المراد (بالجهالة) عدم الاطمينان ،
__________________
(١) ـ سورة الحجرات : الآية ٦.