وبالجملة : إذا افادت اليقين ، كما في آثار الملكات وآثار مقالة الرئيس ، وهي مقالة رعيّته ، وهذا بخلاف ما يستنهضه المجتهد من الدليل على الحكم.
ثمّ قال : على أن التحقيق في الجواب عن السؤال الأوّل هو الوجه الأوّل ،
______________________________________________________
(وبالجملة اذا افادت) الآثار (اليقين) بقول المعصوم عليهالسلام (كما في آثار الملكات) فانّ الانسان يكشف من آثار العدالة ، أو الجبن ، أو الكرم ، أو الفسق ، أو ما أشبه تلك الملكات النفسيّة ، لأنّ الآثار الحسّية المتعددة ، مستلزمة للمؤثر الحدسي ، الّذي هو الملكة.
(و) كما في (آثار مقالة الرئيس وهي) أي : تلك الآثار (مقالة رعيّته) فان الانسان اذا وجد آثارا في البلاد ، يقطع منها أنها بأمر رئيسهم ومقالته ، فاذا رأينا المحاكم تفعل كذا ، بالنسبة الى السارق ، أو الزاني ، أو ما أشبه نقطع بأنّها من أمر الرئيس.
والفقهاء حيث انّهم رعايا الامام عليهالسلام ، وهم عدول لا يريدون التخطي عن قوله ، فاذا اتفقوا على شيء ، كشف ذلك عن ان هذا الشيء هو رأي الامام وحكمه.
(وهذا بخلاف ما يستنهضه المجتهد من الدّليل) لوضوح انّ الدليل الّذي يقيمه المجتهد من الكتاب ، أو السنة ، أو الاجماع ، أو العقل (على الحكم) ليس من الآثار القطعية للحكم ، لما عرفت من كثرة الاختلاف والخطأ ، في فتاواهم ، بل في فتاوى مجتهد واحد ، فهل يمكن ان تكشف فتاواهم هذه عن انها رواية؟.
وعلى أي حال : فقياس الفتوى بالاجماع ، قياس مع الفارق.
(ثمّ قال) الكاظمي رحمهالله : (على انّ التحقيق في الجواب عن السّؤال الاوّل ، هو : الوجه الاول) اذ قد أشكل الكاظمي على حجيّة الاجماع بأمرين :