ولو عمّم التبيّن للتبيّن الاجماليّ ـ وهو تحصيل الظّن بصدق مخبره ـ دخل خبر الفاسق المتحرّز عن الكذب ، فيدخل الموثّق وشبهه بل الحسن أيضا.
وعلى ما ذكرنا فيثبت من آية النبأ ، منطوقا ومفهوما ، حجّيّة الأقسام
______________________________________________________
هذا (ولو عمّم التبيّن ، للتبيّن الاجماليّ) بأن يكون المستفاد من منطوق الآية : اشتراط العمل ـ بخبر الفاسق ـ بتحصيل الظن بصدقه من الخارج ، أو بتحصيل الظن بصدق المخبر وانّه لا يكذب مطلقا ، أو لا يكذب في هذا المورد الخاص ، أو ما أشبه ذلك.
(و) التبيّن الاجمالي ـ كما قال المصنّف ـ (هو : تحصيل الظنّ) بسبب المعاشرة ، أو بسبب علم الرجال ، أو غير ذلك (بصدق مخبره) ، أي : مخبر هذا الخبر.
وانّما كان هذا تبينا إجماليا لأنّه اذا ظنّ الانسان بأنّ هذا المخبر صادق في كلامه ، ظنّ إجمالا بصدق اخباره ـ أيضا ـ بالنسبة الى التشريعيات والأحكام ، فالظّن بصدق خبره هذا ، من صغريات ذلك الظن العام ، ولهذا سماه : بالاجمالي.
فاذا كان كذلك (دخل خبر الفاسق المتحرّز عن الكذب) في منطوق الآية المباركة (فيدخل الموثّق) في منطوق الآية (وشبهه) أي : شبه الموثق.
أمّا الموثق فهو : خبر العامي ، أو شبه العامي ، كالفطحي والواقفي ، والطاطري والكيساني ، ونحوهم ، ممّن فسدت عقيدته ، لكنه صادق اللسان ، وأما شبه الموثق فهو : الامامي الفاسق ، المتحرز عن الكذب (بل الحسن أيضا) وهو :
كالامامي المجهول ، الذي لا يعرف بفسق ولا عدالة.
(وعلى ما ذكرنا ، فيثبت من آية النبأ منطوقا ومفهوما : حجّيّة الأقسام