وإن لم يكن معه خبر فاسق نظرا إلى أنّ الظاهر من الآية أنّ خبر الفاسق وجوده كعدمه ، وأنّه لا بدّ من تبيّن الأمر من الخارج والعمل على ما يقتضيه التبيّن الخارجيّ.
نعم ، ربّما يكون نفس الخبر من الأمارات التي يحصل من مجموعها التبيّن.
______________________________________________________
يوجب عدم التزلزل والتحيّر في النفس.
وبذلك يستفاد من المنطوق : حجّية الاطمئنان بما هو اطمئنان (وان لم يكن معه خبر فاسق) كما إذا حصل الاطمئنان من الشهرة الفتوائية أو الشهرة الرّوائية ، أو من نقل الاجماع ، أو غير ذلك ، فيكون خبر الفاسق بالنسبة الى المذكورات ، كالحجر في جنب الانسان.
وإنّما يستفاد من الآية ذلك (نظرا الى انّ الظاهر من الآية : أنّ خبر الفاسق وجوده كعدمه) فلا يكون مناطا للعمل ، وإنما مناط العمل هو : التبيّن والظهور من الخارج ، كما قال (وانّه لا بد من تبيّن الأمر) عن خبر الفاسق (من الخارج ، والعمل على ما يقتضيه التبيّن الخارجي) بالغض عن خبر الفاسق ، حتى كأنه لم يكن هناك خبر فاسق إطلاقا ، وهذا ممّا يستبعد عن ظاهر الآية.
(نعم ، ربّما يكون) لخبر الفاسق أيضا مدخلية في الاطمئنان ، بأن يكون هو وشيء آخر ، جزءين يسببان معا اطمئنان النفس ، فيكون (نفس الخبر من الأمارات التي يحصل من مجموعها) أي : من مجموع تلك الأمارات (التبيّن).
مثلا : إذا أخبر الفاسق بوجوب صلاة الجمعة ثم رجعنا الى الشهرة ، فأفادا معا الوجوب ، بحيث لو كان خبر الفاسق وحده ، لم يفد ذلك ، وإذا كانت الشهرة وحدها ، لم تفد ذلك أيضا ، وإنّما المجموع أفادا ذلك الحكم.