فيثبت وجوب العمل بخبر الواحد.
أمّا وجوب الحذر ، فمن وجهين :
أحدهما : أنّ لفظة «لعلّ» بعد انسلاخه عن معنى الترجيّ ظاهرة في كون مدخوله محبوبا للمتكلّم.
______________________________________________________
وعلى هذا : (فيثبت وجوب العمل بخبر الواحد) بلا فرق بين أن يكون مخبره عادلا أو غير عادل.
هذا (أمّا) دلالة الآية على وجوب النفر ، فلقوله تعالى (فَلَوْ لا نَفَرَ).
وعلى وجوب التفقه ، فللأمر بقوله : (لِيَتَفَقَّهُوا).
وعلى وجوب الانذار ، فلقوله : (وَلِيُنْذِرُوا).
ولهذا ، فلا اشكال في دلالة الآية على وجوب هذه الثلاثة.
وأمّا دلالة الآية على (وجوب الحذر) وقبول الجماعة إنذار المنذرين ، لهم حتى تدل الآية على حجية خبر الواحد (فمن وجهين) على النحو الآتي : ـ
(أحدهما : انّ لفظة «لعل» بعد انسلاخه) وتجرده (عن معنى الترجيّ ظاهرة :
في كون مدخوله محبوبا للمتكلم) ، فانّ جماعة من الادباء قالوا : انّ معنى «لعلّ» ، هو : ترجي المحبوب ، فاذا ابتعد وتجرّد عن معنى الترجي ، لامتناعه منه سبحانه وتعالى ، يبقى دالا على مجرد المحبوبية ، لكن هنا كلامان : ـ
الأوّل : انّ كون «لعل» للترجي مطلقا ، غير معلوم ، بل قد يستعمل لاحتمال خير ، أو شر ، أو عمل عادي ـ فهو في العربية بمعنى : «شايد» في الفارسية ـ من غير فرق بين أن يكون الاحتمال في الماضي ، أو المستقبل ، أو الحال ، ولذا يقال : لعلّ زيدا جاء البارحة ، لأجل ارادة خير ، أو شر ، أو عمل ليس بخير ، ولا بشرّ.
الثاني : انّ الرجاء وإن كان عليه سبحانه محالا ، إلّا إنّه كسائر ما كان من هذا