فالآية مسوقة لبيان مطلوبيّة الإنذار بما يتفقّهون ومطلوبيّة العمل من المنذرين بما انذروا. وهذا لا ينافي اعتبار العلم في العمل.
______________________________________________________
جميع الخصوصيات والجهات.
بينما ظاهر الآية انه تعالى ليس في مقام بيان هذه الجهة : من ان الحذر واجب مطلقا ، أو واجب في صورة حصول العلم ، أو غير ذلك من القيود والخصوصيات ، بل في مقام بيان وجوب الحذر إجمالا ، غاية لايجاب النفر ، والتفقه ، والانذار ، فهو كما يقول الطبيب للمريض : يجب عليك ان تشرب الدواء.
وهكذا غالب آيات القرآن ، فانها في مقام أصل التشريع ، لا في مقام بيان الخصوصيات.
وعليه : (فالآية مسوقة لبيان مطلوبيّة الانذار ، بما يتفقهون ، ومطلوبيّة العمل من المنذرين) بالفتح (بما أنذروا) بصيغة المجهول (وهذا) المقدار أي : مطلوبية الانذار والحذر في الجملة (لا ينافي اعتبار العلم في) الحذر و (العمل) بما انذر المنذرون.
إذن : فالآية ساكتة عن هذه الجهة ، فهي مثل قوله سبحانه : ـ (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ...) (١).
حيث ان الآية في صدد بيان جواز الأكل من الصيد ، وليست الآية المباركة في مقام بيان سائر الخصوصيات حتى يقال : بانّه يحل موضوع عضّ الكلب وسائر محرمات الذبيحة في الحيوان الذي اصطاده الكلب.
__________________
(١) ـ سورة المائدة : الآية ٤.