أنّ مورد الآية كتمان اليهود لعلامات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بعد ما بيّن الله لهم ذلك في التوراة ، ومعلوم أنّ آيات النبوّة لا يكتفى فيها بالظّن.
______________________________________________________
القائل وان لم يعلم الانسان بانّه كذلك ، هو (انّ مورد الآية : كتمان اليهود لعلامات النبي) محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بعد ما بيّن الله لهم) أي : لليهود (ذلك في التوراة ، ومعلوم : انّ آيات النبوة لا يكتفى فيها بالظّن).
بضميمة : انّه اذا لم يكن خبر الواحد حجّة في مورد الآية ، فكيف يستفاد من الآية حجّية الخبر الواحد في سائر الموارد ، لأنّه ـ كما تقدّم ـ من تخصيص المورد وهو مستهجن؟.
لكن ربّما يقال : بأنّ كون مورد الآية : كتمان اليهود ، لا يفهم من نفس القرآن ، لأنّ الآية ليست في سياق آيات اليهود ، فانّ الآيات هكذا :
(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ) (١).
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (٢).
(إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (٣).
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (٤).
إذن : فلعل المراد بالكتاب : كتاب اليهود ، أو مطلق الكتب السماوية ، أو القرآن
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٥٨.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ١٥٩.
(٣) ـ سورة البقرة : الآية ١٦٠.
(٤) ـ سورة البقرة : الآية ١٦١.