كما عن ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة. فانّ المذكور في سورة النحل : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) ،
______________________________________________________
اليهود أو النصارى ، بل وحتى المجوس ، عن أنبيائهم بأنهم هل كانوا رجالا أو كانوا ملائكة؟.
(كما عن ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة) من المفسرين الأوائل (فانّ المذكور في سورة النحل) ما يدلّ على انّ المراد : هم علماء أهل الكتاب حيث قال سبحانه :
((وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ)) أيها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ((إِلَّا رِجالاً) كموسى ، وعيسى ، ونوح ، وابراهيم ، وغيرهم ((نُوحِي إِلَيْهِمْ)) بالكتب السماوية : كصحف ابراهيم ، وتوراة موسى ، وانجيل عيسى.
((فَسْئَلُوا)) أيها المستشكلون على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : بانّه كيف يكون نبيا وهو مثلهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟ ((أَهْلَ الذِّكْرِ)) أي : علماؤكم الّذين هم أهل الكتب المذكّرة للنّاس بالله ، والرسول ، والشرائع ((إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ، بِالْبَيِّناتِ)) أي : بالحجج الواضحة ((وَالزُّبُرِ)) (١). وهي الكتب السماوية.
يعني : انّكم اذا كنتم جاهلين بكتبكم ، وكذلك جاهلين بالأدلة الواضحة على نبوة نبي الاسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاللازم عليكم مراجعة علمائكم ، كما هو عليه عرف العقلاء من مراجعة الجهال الى علمائهم.
__________________
(١) ـ سورة النحل : الآية ٤٣.