وفي سورة الأنبياء : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
وإن كان مع قطع النظر عن سياقها
______________________________________________________
(وفي سورة الأنبياء : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) (١). فسياق الآيتين المباركتين يدلّ على ما ذكرنا : من انّ المراد من أهل الذكر : هم أهل الكتاب.
(وان كان) الاستدلال بالآية الكريمة على حجّية خبر الواحد (مع قطع النظر عن سياقها) أي : بملاحظة نفس قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) فانّه قد يتعارض السياق مع الظهور ، فالظهور في نفسه يدلّ على شيء ، والسياق يدلّ على شيء آخر ، مثلا : قال الامام الحسين عليهالسلام ، في خطبته : «الحمد لله ، وما شاء الله» فالحمد إنشاء ، وما شاء الله ، هل هو إخبار ـ كما هو ظاهره ـ أو إنشاء كما يقتضي سياق الحمد ذلك؟.
وكذا إذا قال أحد ـ مثلا ـ سافرت البارحة ، وبعت داري ، فان ظاهر «بعت» :
الانشاء ، وظاهر «سافرت» : الاخبار ، فهل يقدّم ظاهر بعت ليكون إنشاء بيع أو ظاهر السياق ليكون إخبارا عن بيع؟ فان قدّم أحد الظهورين بأن كان أظهر فهو ، وإلّا تساقط الظاهران وصار الكلام مجملا.
وهكذا حال كل سياق وظاهر متخالفان ، كما في مثل الانشاء والاخبار ، إذا عطف أحدهما على الآخر.
وعلى أي حال : فان أراد المستدلّ بالآية نفس هذا الكلام من دون النظر الى
__________________
(١) ـ سورة الانبياء : الآية ٧.