سورة البراءة : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ).
مدح الله ـ عزوجل ـ رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بتصديقه للمؤمنين ، بل قرنه بالتصديق بالله جلّ ذكره فاذا كان التصديق حسنا يكون واجبا.
______________________________________________________
سورة البراءة : (وَمِنْهُمُ)) أي : من المنافقين ، لأنّ السورة في عداد ذكر جملة من صفات المنافقين الذين كانوا ينافقون في مختلف جوانب الاسلام ((الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ)).
والمراد بالاذن : إنه يستمع الى كل أحد ، من غير أن يرد عليه ، سواء كان الكلام صحيحا أو باطلا ، كما هو شأن الرجال العظام ذووا الهمم الكبار ، فانّ العظيم لا يرد من الكلام الّا ما كان ضارا بالدّين أو الدنيا أو كان مورد النهي عن المنكر ، وأمّا ما عدا ذلك ، فانه يغضي عنه ، ويمرّ عليه مرور الكرام.
قال تعالى : ((قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)) (١) وتقريب الاستدلال بهذه الآية المباركة لحجّية خبر الواحد ، هو : إنه (مدح الله عزوجل رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بتصديقه للمؤمنين) ممّا يدل على انّ تصديق المؤمن من الصفات الحسنة ، فالرّاوي الذي يروي عن الامام عليهالسلام بما انّه مؤمن ، تصديقه حسن ، ومعنى حسنه : قبوله.
(بل قرنه) أي جعل الله سبحانه وتعالى تصديق الرّسول للمؤمنين مقارنا (بالتصديق بالله جلّ ذكره) حيث قال : (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢) (فاذا كان التصديق حسنا يكون واجبا) إذ لم يقل أحد : بانّه يجوز التصديق وليس
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ٦١.
(٢) ـ سورة التوبة : الآية ٦١.