وثانيا : انّ المراد من التصديق في الآية ليس جعل المخبر به واقعا وترتيب جميع آثاره عليه ، إذ لو كان المراد به ذلك لم يكن اذن خير لجميع الناس. إذ لو أخبره أحد بزنا أحد أو شربه أو قذفه
______________________________________________________
وهو في قبال سوء الظّن ، لا في قبال الاعتدال.
لكن يشكل على إيراد الشيخ : بأنّ تصديق المؤمنين حسن ، وهو محل الشاهد في الآية المباركة ، لا انّ محل الشاهد : «اذن» وإنما ذكر اذن من باب المصداق ، فانّ من مصاديق التصديق للمؤمنين كون المصدّق اذنا.
هذا ، والكلام في الآية طويل ، نكتفي منه بهذا القدر ، وإنما كان القصد الالماع الى عدم ورود إيراد المصنّف رحمهالله على دلالة الآية على حجّية خبر الواحد.
(وثانيا : انّ المراد من التصديق في الآية) في قوله سبحانه : (يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) (١) هو : ترتيب بعض الآثار كعدم عقاب المخبر ، ولو كان عالما بكذبه أيضا.
لا انّ المراد : ترتيب جميع آثار الواقع ، الذي هو معنى الحجّية ، أي : (ليس جعل المخبر به واقعا وترتيب جميع آثاره) أي : آثار المخبر به (عليه) أي : على المخبر به ، بأن يرتّب جميع آثار الخبر عليه.
(اذ لو كان المراد به) أي : بالتصديق (ذلك) أي : ترتيب جميع آثار الواقع على الخبر (لم يكن «اذن» خير لجميع الناس) المؤمنين.
(اذ لو أخبره أحد : بزنا أحد ، أو شربه ، أو قذفه) لمؤمن أو مؤمنة ، والمراد
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ٦١.