على ما يقتضيه الخطاب في «لكم».
فثبوت الخير لكلّ من المخبر والمخبر عنه لا يكون الّا إذا صدّق المخبر بمعنى إظهار القبول عنه وعدم تكذيبه وطرح قوله رأسا مع العمل في نفسه بما يقتضيه الاحتياط التامّ بالنسبة الى المخبر عنه.
فان كان المخبر به ممّا يتعلّق بسوء حاله لا يؤذيه في الظاهر ، لكن
______________________________________________________
فانه لو صدّق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قول المنافق بترتيب جميع آثاره ، فأجرى الحد ونحوه على المخبر عنه ، لم يكن الّا خيرا للمخبر فقط ، لا لجميع المؤمنين بينما ظاهر الآية (على ما يقتضيه الخطاب في «لكم») : ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خير لجميع المؤمنين الذين آمنوا به ، سواء آمنوا واقعا كالمؤمنين الحقيقيين أو لم يؤمنوا واقعا ، وانّما ظاهرا فقط كالمنافقين.
إذن : (فثبوت الخير لكل من المخبر والمخبر عنه) سواء كان المخبر مؤمنا ، أو منافقا ، والمخبر عنه مؤمنا أو منافقا (لا يكون إلّا إذا صدّق) النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (المخبر ، بمعنى : إظهار القبول عنه ، وعدم تكذيبه ، و) عدم (طرح قوله رأسا) من ناحية.
(مع العمل في نفسه بما يقتضيه الاحتياط التام) في الدّماء ، والفروج ، والأموال ، ووجاهات الناس ، وغير ذلك ، وهو لا يكون إلّا بأن يقبل الخبر ، الذي جاء به المنافق بحسب الظاهر ، ولكن لا يرتب الآثار على المخبر عنه ، بل يكون صلىاللهعليهوآلهوسلم في علمه محتاطا (بالنّسبة الى المخبر عنه).
من ناحية اخرى (فان كان المخبر به) أي : الخبر (ممّا يتعلّق بسوء حاله) أي :
حال المخبر عنه ، بأن يقول المخبر ـ مثلا : فلان شارب الخمر ، أو لائط ، أو زان ، أو سارق ، أو ما أشبه ذلك (لا يؤذيه) النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (في الظاهر) بالضرب ، والحدّ ، والتغريب ، وحلق الرأس ، وعدم قبول الشهادة ، ونحو ذلك (لكن