يكون على حذر منه في الباطن ، كما كان هو مقتضى المصلحة في حكاية إسماعيل المتقدّمة.
ويؤيّد هذا المعنى :
______________________________________________________
يكون) النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (على حذر منه) أي : من المخبر عنه (في الباطن) وواقع الأمر.
(كما كان هو مقتضى المصلحة في حكاية إسماعيل المتقدّمة) فانّه كان من المصلحة اظهار قبول الخبر من النّاس في انه يشرب الخمر ، فلا يتعمد على المخبر عنه في إعطائه مال التجارة ، لكن مع عدم ايذاء المخبر عنه ، وعدم الاعتماد عليه في الباطن ، فلا يستأمنه في إعطائه دنانيره للتجارة.
والحاصل : انّ الأمر دائر بين ثلاثة امور : ـ
الأوّل : الاعتماد على خبر المخبر في كل الآثار حتى في إجراء الحدّ على المخبر عنه.
الثاني : عدم الاعتماد على خبر المخبر وتكذيبه.
والثالث : الاعتماد على خبره بعدم تكذيبه ، مع عدم الاعتماد عليه في إجراء الآثار على المخبر عنه.
ومقتضى كونه صلىاللهعليهوآلهوسلم خيرا للكلّ ، ـ حسب قول الله تعالى : ـ
(أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) (١) ـ هو : المعنى الثالث ، لأنّ في كلا المعنيين الأوّلين ، لا يكون خيرا للكلّ ، وانّما يكون خيرا للمخبر عنه فقط أو خيرا للمخبر فقط.
(ويؤيد هذا المعنى) الذي ذكرناه : من انّ المراد من التصديق : إظهار القبول
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ٦١.